السفير المصرى بالكويت يفتتح معرض.الفنان د. طاهر حلمي بقاعة وجهة للفنون ..تحت عنوان “روح المكان”
- لوحات ملحمية عن معاناة الشعوب وغياب الانسانية..
تعيش الشعوب العربية في الاونة الاخيرة بحالات مأساوية فريدة ،لم تخطر علي بال او حتي تتصورها عقول بشرية ؟! فالظلم والقهر والعنصرية تسودان حياتهما ، وتغيرت المبادئ وحرفت القوانين والدساتير الانسانية ،بل وحتي القوانين والاحكام الشرعية بدأت تدخل مجال من الجداليات والتشكيك من خلال المحافل النقاشية التي تندرج تحت مفاهيم خاصة بتدمير القيم والعادات التي كانت تسود مجتمعاتنا الراقية والاخلاقية الملتزمة دينيا وفكريا..
مجتمعات سادت فيها العنصرية وغابت الرحمة والانسانية وانتشرت روح الانانية والاستغلال والاستعمار بشكلا جديد ومعاصر يواكب توجهاتهم الهادمة ..
لقد غابت روح العدالة وتفككت الترابطات والالتزامات الشرعية والاخلاقية وجفت العلاقات الانسانية ،الكل لا يرى اللي نفسة ، فسادت الاطماع وخلت القلوب من الرحمة والانسانية ..فتشردت الاسر ،واغتصبت النساء وقتل الاطفال والرجال بلا ذنب واعتلقت ؟؟! واندثرت جثث العواجيز واحترقت ودفنت تحت انقاض منازلهم ..
مجتمعات شيعت فيها احلام الشباب ودفنت تحت اسطح منازلهم ..واختلطت مياة الانهار بدمائهم ..
مجتمعات لا حلم لهم يعيشون من اجله ، كل ما يريدونه العيش خلف الحيطان المهدمة والحماية خلف اسياخ الحديد المصدأه ، وقطع الاحجار المتناثرة ..يشيدون بها بيوت تحت الارض المهشمة ….
كانت لتلك الاحداث اللا انسانية الاثر البالغ في تناولها باسلوب يتناسب مع تلك المعطيات المؤلمة ..مستعينا بما تبقي من اجساد بشرية متهالكة وجدران مهدمة وبعض من الورود الجافة والطيور والكائنات الحيوانية المتبقية وبعض من الحروف العربية المتجردة التي لا تصلح للكتابات ولا للاحاديث ؟؟!
مع التأثر والاستعانة بالنظم البنائية للحضارة المصرية القديمة التي تعتمد علي البعدين من خلال خطوط الارض الافقية في تسلسل للاحداث بطريقة تصاعدية علي جدران المعابد .. والتي ساعددتني في سرد العناصر بشكل به ارياحية بصرية متفردة .. كما كانت للشخصيات سمة المبالغ وفقدان تحديد العمر الزمني لهم ..لبشاعة الاحداث ..مع استخدام الالوان الساخنة كالاصفر والبرتقالي واحيانا الاحمر بشكلا كبير والاستعانة احيانا باللون الابيض بنسبة كبيرة والازرق كي تتعادل الرؤية ووعطي انطباع بالسكون عند الرؤية ..في النهاية تتسم اعمال معرض الاخير المقام بمركز وجه الثقافي بدولة الكويت .. وبرعاية السفارة المصرية بدولة الكويت بطابع خاص اتسم بالبساطة في التكوين والتناول والسرد ..حتي يستمتع المتلقي او المشاهد بالاعمال ويسهل عليه تفسير الرؤية التشكيلية والتمكن في الحصول على العديد من القيم التعبيرية المتعددة داخل لوحاتي .