خسرت الحرب العالمية بسبب جنون التخصص

المانيا تبدع في العلوم الانسانيةوخريج الحقوق يستطيع العمل دوليا

رسالة برلين ــ جيهان عبدالرحمن

حين انتهت الحرب العالمية الثانية بغزو الحلفاء لألمانيا وسيطرة الاتحاد السوفياتي علي برلين واستسلمت دون قيد او شرط عام 1945، تعلمت وقتها ألمانيا الدرس جيدا وأستوعبته ومن الخسارة صنعت مجدها ونهضتها الصناعية الكبري فلم تركز فقط علي التعليم و البحث العلمي والابتكار الذي يتميز به التعليم الالماني لكن امتد الاهتمام للعلوم الانسانية، حيث ادرك الالمان انهم خسروا الحرب بسبب جنون التخصص، حسب ما ذكره الدكتور اشرف منصور رئيس مجلس امناء الجامعة الالمانية بالقاهرة. قائلا التخصص ثم التخصص.
دعي الدكتور منصور وفدا صحفيا للإطلاع علي التجربة الالمانية عن كثب وأتاح فرصة التعرف على المجلس الاستشاري لكلية الحقوق بالجامعة والذي يتكون من 8 اعضاء من قامات القضاء الالماني، من بينهم رئيس المحكمة الدستورية وعضوان من القضاء الالماني ومحام دولي، جميعهم يعملون علي تطوير المحتوي ليتعلم الطالب كيف يفكر ويبحث عن مصادره ولا يخطئ اهدافه، مؤكدا ان التطوير بالنظام الالماني مختلف لان القضاء رسالة لا مشروع ومخرجاته تصب في القضاء الدولي. وان فكرة المحامي الخاص لا توجد في مصر لكنها موجودة في المانيا.

كشف الدكتور منصور عن تنظيم اجتماعا للمجلس الاستشاري لكلية الحقوق شهر أكتوبر المقبل بمقر الجامعة بالقاهرة وذلك بالتزامن مع حفل التخرج الذى تنظمه الجامعة وسيكون بحضور رئيس المحكمة الدستورية في ألمانيا.

قال إن ما يميز كلية الحقوق بالجامعة الالمانية هو عالمية المناهج والمزج بين القانون المصرى والألمانى بما يضمن توفر فرص عمل لخريجها فى أى دولة بالعالم فى المؤسسات القضائية والتحكيم الدولى بالإضافة إلى فرصة الالتحاق للعمل فى الهيئات القضائية المصرية، خاصة وأن الخريج يكون على علم باللغة العربية والانجليزية والألمانية ويصبح مؤهل اجتماعيا وفكريا وخبيرا قانونيا مزوداً بمهارات تمكنه من العمل محليا ودولياً ودول الاتحاد الأوروبى .

أشار د. منصور ، إلى أنه تم تشكيل المجلس الاستشارى لكلية الحقوق بالجامعة ،بين الجانبين المصري والألماني و أن أعضاء المجلس يجتمعون مع الطلاب المصريين دورياً لتعليم الدراسات القانونية على أعلى مستوى ، خاصة فى ظل إيمان الجامعة بكلية الحقوق التى تعد من كليات العظماء كونها تصدر خريجين لديهم فرصة للعمل فى مختلف المجالات القانونية والتى تتواجد داخل كافة المؤسسات والشركات والبنوك والمكاتب الكبرى التى تقدم الاستشارات القانونية .

أضاف، أن طلاب الجامعة الألمانية بالقاهرة شاركوا فى حضور جلسات بمحاكم برلين ضمن خطة التدريب العملى المقررة فى برنامجهم الدراسى، وذلك بالتعاون مع المجلس الاستشارى وفى إطار خطة التدريب لتأهيل الخريجين حتى يصبحوا على أعلى مستوى ولديهم القدرة على المنافسة فى سوق العمل المحلى والإقليمى والعالمى.

وأكد علي أن الطاقة الاستيعابية لكلية الحقوق والدراسات القانونية بالجامعة الألمانية 300 طالب ويتم قبول عدد أقل من ذلك، وهم ذات المجاميع المرتفعة حتى تتمكن الجامعة من تقديم مستوى متميز فى المحاضرات والتدريب لتأهيل الطلاب، اذ أن المتقدمين للالتحاق بالكلية يخضعون ل 4 اختبارات للقبول لقياس مهارات الطالب واختبار لغة وذلك حتى يتمكن الطالب من استيعاب المناهج الدراسية العالمية .

وأكد الدكتور أشرف منصور على خطوات الجامعة المستمرة لتحسين المخرجات العلمية من كلية الحقوق في ظل حصد وفوز الطلاب عددا من الجوائز المحلية والعالمية، بالإضافة إلى تطوير المناهج وتوفير الممارسة العملية ومناقشة كيفية الوصول إلى خريج محامي متخصص فى مختلف الجوانب القانونية.

منافسة عالمية

ومن جانبه أكد الدكتور ياسر حجازى رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة، أن كلية الحقوق والدراسات القانونية بالجامعة تستهدف أن يكون الخريج لديه علم بكافة القوانين المحلية والعالمية لأن القوانين ذات علاقات مترابطة مع بعضها البعض ، مشيرا إلى أن سوق العمل واعد أمام الخريجين بحيث يتمكن من المنافسة فى سوق العمل بالالتحاق فى عدد من الوظائف بمجلس الدولة والنيابات والمكاتب الخارجية والتحكيم الدولى كما يكون مؤهل لدراسة الماجستير والدكتوراه وكذلك العمل بالبنوك والتأهيل للالتحاق بالسلك الدبلوماسى والوزارات والمؤسسات وهيئة الاحتكار والمنافسة والمنظمات الدولية والأمم المتحدة واتحاد الجامعات العربية والأفريقية.

وذكر الدكتور ياسر حجازى، أن خلال فترة الدراسة يتم مساعدة الطلاب على التوظيف من خلال تعليم الطلاب مبادئ التفكير التحليلي، مع تقديم دورات تدريبية متنوعة خلال فترة الدراسة تصل إلى 35 دورة بإجمالى 190 ساعة وتشمل 8 تخصصات ويتم تنظيمها بمشاركة القضاة من الجانبين المصرى والألمانى.

وأكد أن تطوير المناهج بكلية الحقوق والدراسات القانونية فى الجامعة الألمانية يعتمد على عدة محاور جوهرية وهامة ومن بينها مسار اساسيات البحث العلمى وطرق ومنهجية البحث وتطبيق ذلك فى كل القضايا بنطام “irac “ الذى يعتمد على دراسة الموضوع وفقا للقواعد المحددة والتحليل والتوصية للوصول إلى المسار العلمى المنهجى.

المجلس الاستشارى لكلية الحقوق بالجامعة الألمانية يضم قامات قانونية جليلة من مصر وألمانيا ، ومن أبرز أعضاء الجانب المصرى الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالى الأسبق ووزير المجالس النيابية والشئون القانونية الأسبق، والمستشار عبد المجيد محمود النائب العام الأسبق ، ومن الجانب الألمانى، شتيفان كاوفمان رئيس المحكمة الدستورية بتورينجن والرئيس الأسبق لمكتب التقييم القضائي في يينا وتورينجن، وانيتا ايزنهارت قاضية ببرلين، وجريجور باخمن أستاذ قانون بجامعة هامبولت ببرلين، واولريش باتيس أستاذ قانون جامعة هامبولت ببرلين، وأمية علوان أستاذ قانون بجامعة هايدلبرج، واوليفر فلايج قاضي بهامبورج، وهاجن هازلبرينك محامي وخبير دولي وأستاذ قانون بجامعة «HTW» ببرلين، وبيتر جوفريش رئيس مجلس إدارة الغرفة الألمانية العربية للتجارة والصناعة الأسبق، وميشيل يانش أستاذ قانون بجامعة «HTW» ببرلين، وألكسندر ياناش القاضي بالمحكمة الإدارية الفدرالية في برلين، وهورست هايتلاند .