مقالات

برقيات…جيهان عبد الرحمن تكتب مسرح الممثل الواحد

المشهد الاول- نهار- داخلي- باحة جريدة الجمهورية واروقتها –يتجمع أوائل الثانوية العامة وأولياء أمورهم فرحين بما أتاهم كل منهم غارق في احلامه لما ينتظرهم من رحلات داخلية لاهم معالم مصر السياحية ثم رحلة العمر إلي اوروبا وهو التقليد المتبع منذ 62 عاما وحتي اليوم والمنح التي ستنهال وعليهم الاختيار من بي

المشهد الثاني – نهار- خارجي- الباص ينطلق من جريدة الجمهورية إلي العاصمة الادارية الجديدة متوجها للجامعة الألمانية الدولية للتعرف علي برامجها و كلياتها و إمكاناتها ثم الجامعة الألمانية بالقاهرة الجديدة وتكريمهم وتسليمهم منح جامعية كاملة ومؤتمر تعريفي بالجامعة وصورة تذكارية و الاوائل يحتضنون منحهم وأحلامهم

المشهد الثالث- ليل – داخلي- الطلاب كل في منزله يخطط ويناقش ويرسم ملامح مستقبله القريب، الجامعة عالم اخر مختلف أكثر تعقيدا وتفصيلا وتتطلب جهد ومثابرة.

المشهد الرابع –نهار- داخلي- صباح اليوم التالي تعلن وزارة التربية والتعليم عن خطأ جسيم اعتري نتيجة الثانوية العامة لاول مرة في تاريخها يتقرر سحب النتيجة وتعديلها واضافة درجتين لطلاب القسم العلمي ممن اجتازوا امتحان الفيزياء مما قلب النتائج رأسا علي عقب لتغيير مراكز الطلاب ويخرج بعضهم من قائمة الاوائل ويدخل غيرهم وتتغير نسب النجاح والمجموع التكراري ومن ثم تتغير التوقعات والمؤشرات القبول بالجامعات. ليتغير بين طرفة عين وغمضتها من حال الي حال وسبحان مغير الاحوال

المشهد الخامس- ليل- داخلي- وزير التعليم العالي يرأس الاجتماع المشترك لمجلس الجامعات الخاصة و الاهلية لإعلان الحدود الدنيا ليبدأ الحد الادني لكليات الطب من 74% والاسنان من 73% والعلاج الطبيعي من 72% والصيدلة من 68% والطب البيطري من 56% والهندسة من 65% فيبتهج من يملكون المال ولا يملكون التفوق.

المشهد السادس- نهار- خارجي – تستيقظ البلاد علي قرار وزير التربية والتعليم الجديد بعد موافقة المجلس الاعلي للتعليم قبل الجامعي كما أشارت الاخبار وهو ذاته المجلس الذي يوافق علي كل ما يقرره اي وزير وكل وزير جديد لتخرج مواد من السباق مثل اللغة الاجنبية الثانية والفلسفة والمنطق وعلم النفس والاجتماع والجيولوجيا لتصبح بجوار شقيقاتها التي لا تضاف للمجموع مثل التربية الدينية والوطنية وتقليص مواد الشعبة الرياضية و اضافة مادة الاحصاء للشعبة الأدبية بمجموع درجات 60 بعدما كانت غير مضافة للمجموع اصلا

المشهد السابع والاخير- نهار – وليل – داخلي – وخارجي – حالة من اللغط والانقسام بين العامة والخاصة. شهادات لم يجف الحبر الذي طبعت به يتم سحبها وتعديلها. منح تفوق لم يلبث اصحابها التمتع بها سوي سويعات اليل لتطير احلام بعضهم مع الصباح.
الارتباك سيد الموقف البعض يرى ما يحدث شجاعة وشفافية استدراك للخطأ ، البعض الاخر يراها استهانة وعبث وغياب استراتيجية. كل وزير يأتي بمغامرة ومشروع خاص علي حساب التعليم الذي أصبح خارج التصنيف العالمي والمحلي بل خارج المجرة.

الدراما السوداء بدأت عام 1988 مع د. فتحي سرور بقرار إلغاء الصف السادس الابتدائي لنقص الاعتمادات المالية، ليعود عام 2004 في عهد د.حسين كامل بهاء الدين نعاني سنوات مع دفعة مزدوجة. ثم يقرر بهاء الدين ثانوية عامة جديدة تراكمية مع نظام التحسين تقفز فيه المجاميع الي120% بعد اضافة الحافز الرياضي، يرتبك المجتمع فيخرج د.كمال الجنزوري رئيس الوزراء وقتها لإلغاء التحسين وتبقي الثانوية علي عامين، ثم تأتي ثورة يناير لتعود الثانوية لإمتحان العام الواحد في عهد د.جمال الدين موسي لياتي من بعده د.طارق شوقي بمشروع التابلت وامتحان البابل شيت وبنك المعرفة و تفشل التجربة ويقع السيستم و نفقد معة المصداقية.
حتي سنوات النقل لم تسلم من العبث الصف الثالث الابتدائي شهادة في عهد د.محب الرافعي ليعود سنة نقل عادية عام 2010 ثم ياتي د.ابراهيم غنيم ليقرر تحويل الصف السادس الابتدائي الي سنة نقل عادية عام 2013 وبعد ثلاثة شهور فقط ياتي د. محمود ابو النصر ليعود الصف السادس شهادة لان قرار الوزير السابق كان مخالفا للقانون كما أعلن وقتها.

بأسم القانون يأتي القرار وعكسه و تستمر المشاهد في عرض مونودراما سوداء يقوم فيها ممثل واحد بالتمثيل طوال العرض واذا استعان بممثلين عليهم ان يكونوا صامتين طوال العرض حتي تسدل الستارة فهل سيصفق الجمهور. .

زر الذهاب إلى الأعلى