إيهاب شعبان يكتب : إيهاب جلال وأحمد رفعت .. ضحايا المناخ الرياضي السيء
إيهاب شعبان
ألمني بشدة خبر وفاة الكابتن إيهاب جلال المدير الفني للإسماعيلي ونجم الدراويش والشمس والقناة السابق الذى كان منذ 3 سنوات مديرا فنيا للمنتخب الوطني ، وقد كنت أتابع يوميا عبر الأخبار تطور حالته ، وتمنيت أن يجتاز الأزمة القلبية والجلطة العنيفة التي أصابته ، حيث كانت الأخبار تشير إلى أنه في طريقه إلى الشفاء ، ولكن جاء موعده وتوفاه الله ، ولا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون ، رحمة الله عليه.
ومنذ أقل من 3 شهور كان الوسط الكروي قد فوجع في وفاة النجم أحمد رفعت رحمه الله عليه ، في ظروف صعبة للغاية وأحداث مثيرة للجدل قبل وبعد وفاته .
وسبحان الله العظيم ( إيهاب ورفعت) يعدان من خيرة أبناء الوسط الكروي في أخلاقهما وطباعهما الطيبة ، وكانا يتمتعان بسيرة محمودة للغاية ، ومثل هذا النوع من البشر يكون دائما عفيفا وطيبا و( وكتوما في مشاعره وإنفعالاته تكون داخلية ) وحريصا على عدم إثارة المشاكل رغم أن الإثنين إذا أرادا البوح بما لديهما من مشاعر الغضب والتنفيس عما يجيش في صدرهما لأصابت سهامهما المعتدين ظلما عليهما في مقتل ، ولكنهما أثرا الصمت .
لكل منهما ظروفه ومشاكله وهى مختلفة بالطبع ، ولكننى هنا أود الحديث عن ما أصاب الوسط الرياضى عموما والكروي خصوصا من تغييرات سيئة للغاية في المناخ العام لدرجة أنها أصبحت بيئة مميتة وقاتلة للشرفاء والطيبين ، فالضغط النفسي والعصبي صار يفوق الإحتمال ، ولم تعد الرياضة وسيلة للمتعة والإمتاع وبث الأخلاق الرياضية والود والتعاون والفرحة في النفوس ، وتهذيب النفس بالتواضع عند الفوز والشجاعة عند الهزيمة ، بل صارت ساحة أشبه بغابة مخيفة ومزعجة ، المنتفعون والمصلحجية وأصحاب الألف وجه ، ويدخل معهم أصحاب العقول الفارغة التافهة الذين يتسلحون بسلاح السوشيال ميديا هم الثعابين الذين يتصدرون المشهد حاليا.
في المشهد الرياضي الحالي ستجدون مشاكل وأزمات بالجملة ، وستجدون إتهامات بعضها صحيح والبعض الأخر باطل وقاتل ، يوجد مثلا من يمسك معاول الهدم ويخوض في الأعراض بدون علم بأى تفاصيل وكأنه شيخ جليل، ويوجد من يتهم المحترمين في ذممهم المالية بدون سند أو دليل أو برهان ، كما يوجد من يقلل من شأن أي مسؤول أو مدرب أو إداري أو لاعب أو حكم بدون سبب مقنع أو نقد موضوعي إلا لأن المنتقدين لا يستلطفون أي من هؤلاء ، وستجدون أيضا هواة الوقيعة و من يحارب من أجل غيره مقابل حفنة من الجنيهات وهم من نسميهم جنود الخلايا الإلكترونية الذين يدافعون عن فلان أو علان ظالما أو مظلوما ، هذا ناهيكم عن استغلال فاسد لمنصبه تجاه شرفاء لغرض في نفسه أو في نفس أصحابه لإرضائهم.
هذا هو المناخ العام الحالي الذى نعيشه حاليا ، لهذا يتسائل الكثيرون لماذا يهرب الشرفاء والمحترمين عن العمل في المجال الرياضي ، ولماذا يحجم الصالحون عن ترشيح أنفسهم في العديد من الانتخابات الرياضية .. والإجابة لكل ماسبق وذكرناه فهم في غنى عن هذه الضغوط الصعبة .. أنهم يخشون أن تتلوث سمعتهم أو تلوكهم الألسنة في مناخ سئ شعاره «ظرفني تعرفني»، و«أبجني تجدني».
أكيد لن يكون أحمد رفعت وإيهاب جلال أخر ضحايا هذا المناخ .. والمؤكد أنه يوجد ضحايا أخرون لا يعلم أحد عنهم شيئا وأخذوا سرهم معهم إلى قبورهم .. رحمة الله عليهم جميعا .
ولكن دعونا نحمد الله كثيرا على أنه يوجد ناس شرفاء ومحترمين كثيرين يقفون وراء الحق والعدل والخير سواء مسؤولين أو عاملين في الوسط الرياضي ، وهؤلاء من يحققون جزء من التوازن في ميزان العدل والخير .. نحن بحاجة إلى تدعيمهم بنشر الثقافة المستنيرة والضرب بيد من حديد على أيدي التافهون وأصحاب المصالح .. وإحترام القانون .. والأهم إتباع الأخلاق التي تعلمناها من ديننا الحنيف .