ارتفاع أعداد السودانيين العائدين من مصر بعد نفاد مدخراتهم
بدأ السودانيون في العودة من مصر بأعداد متزايدة منذ اندلاع الصراع في السودان. وتشير التقديرات إلى أن عدد الوافدين يوميا إلى معبر قسطل-أشكيت في وادي حلفا، شمال السودان، يتجاوز الآن 20 ألف شخص، حيث يعاني الكثير منهم من تدهور أوضاعهم الاقتصادية في مصر.
وعزا أحد السودانيين المقيمين في مصر الهجرة العكسية إلى ارتفاع تكاليف المعيشة مقارنة بالدخل، رغم الحرب الدائرة في السودان، مشيرا إلى أن أسعار الإيجارات والمصاريف اليومية في مصر أصبحت لا تطاق بالنسبة للكثيرين، وتفاقمت هذه المشكلة بسبب الارتفاع الحاد في سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري.
وأوضح في حديثه لموقع راديو دبنقا أن الأوضاع في مصر أصبحت صعبة في ظل عدم توافر وظائف أو سبل العيش، مضيفا أن العديد من السودانيين الذين لجأوا في البداية إلى مناطق القاهرة مثل فيصل وجاردن سيتي والمعادي استنفدوا مدخراتهم، وبسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف الإيجار انتقل بعضهم إلى مناطق أكثر تكلفة في المدينة مثل مدينة بدر ومدينة العاشر من رمضان، بينما اختار آخرون العودة إلى السودان.
وقال إن عودة أغلب السودانيين من مصر مرتبطة بالظروف المعيشية وليس بالعمليات العسكرية أو السيطرة على المدن.
ويشير إلى أن الضغوط المالية أثرت أيضًا على التعليم، حيث لم تتمكن العديد من الأسر من تغطية رسوم مدارس أبنائها، مما دفعهم إلى العودة إلى السودان. وقد اتخذت بعض الأسر قرار مغادرة مصر لكنها لم تتحرك بعد.
وبحسب وكالة السودان للأنباء، أفاد مسؤول في معبر قسطل-أشكيت الحدودي بوادي حلفا، بأن 7890 شخصًا عبروا في أغسطس، وارتفع الرقم إلى 12239 في سبتمبر. ومعظم العائدين من العائلات، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في الأيام المقبلة.
ويرجع بعض المراقبين قرار الأسر السودانية بالعودة إلى الثقة المتجددة التي غرستها المكاسب العسكرية الأخيرة للقوات المسلحة السودانية، التي استعادت أجزاء من الخرطوم.