كشفت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن أوضح صورة لكوكب المريخ حتى الآن تظهر فيها صخور زرقاء مذهلة تنتشر في المناظر الطبيعية المريخية.
وكشفت الصورة عن تشكيل جيولوجي يقع فوق بقايا جافة لقاع بحيرة قديمة، وهو عبارة عن صخور متعرجة زرقاء داكنة من البازلت البركاني تحيط بالصخرة البيضاء، وأنها تحتوي على تركيبة معدنية لا تشبه أي شيء رأته ناسا من قبل على سطح المريخ، ليطلق فريق ناسا على هذا الحقل الصخري اسم “جبل واشبورن”.
كانت المركبة “بيرسيفيرانس” التابعة لوكالة ناسا هي التي قامت بالتقاط هذه الصورة باستخدام “Mastcam-Z”، وهي عبارة عن مجموعة ثلاثية الأبعاد من الكاميرات مثبتة على مستوى العين البشرية على صارية بارتفاع ستة أقدام ونصف فوق المركبة.
وقد قامت الدكتورة كاتي ستاك، عالمة الجيولوجيا في وكالة ناسا بالتصريح للصحيفة تعليقا علي هذه الصورة قائلة : من وقت لآخر سترى شيئًا غريبًا في المناظر الطبيعية المريخية وأن معظم الصخور ذات اللون الأسود المزرق التي نراها على سطح المريخ، مثل تلك الموجودة على “جبل واشبورن”، هي عبارة عن بازلت بركاني.
وقام أيضا الدكتور جيفري تايلور، عالم الكواكب والجيوفيزياء بجامعة هاواي بالتصريح أيضا قائلا: يتكون المريخ في معظمه من صخور تشبه البازلت الأرضي وتسمى الثولييت، والتي تشكل معظم الجزر المحيطية، وتلال منتصف المحيط، وقاع البحر تحت الرواسب ولكن الصخرة البيضاء التي برزت في وسط هذا البازلت فاجأت فريق وكالة ناسا.
يذكر أن الغلاف الجوي للمريخ يتكون من غازات ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والأرجون، وهو رقيق للغاية، ونتيجة لذلك فإنه لا يتمكن من حماية سطح الكوكب من خطر النيازك والكويكبات والمذنبات، وهو ما يتسبب أيضاً في هروب حرارة الشمس بسهولة من الكوكب، ويمكن أن تتراوح درجات الحرارة بين 20 و153 درجة مئوية.
ويبلغ نصف قطر كوكب المريخ حوالي 3,390 كيلومتر ويصل حجمه إلى نصف حجم الأرض، ويبلغ متوسط المسافة بين المريخ والشمس حوالي 228 مليون كيلومتر، وهي المسافة التي تُقدر بحوالي 1.5 وحدة فلكية.
يمتلك كوكب المريخ نواة كثيفة في مركزه على عمق يتراوح بين 1500 إلى 2100 كيلومتر، وتتكون هذه النواة في معظمها من الحديد والنيكل والكبريت، وهناك غلاف صخري يحيط بالنواة ويغطي هذا كله قشرة مكونة من الحديد والمغنيسيوم والألمونيوم والكالسيوم والبوتاسيوم.
يتكون سطح المريخ من ألوان عدة كالذهبي والبني والأسمر، لكن المريخ يظهر لنا باللون الأحمر نتيجة لتأكسد الحديد المنتشر بكثافة في صخور المريخ مكوناً جزيئات من الصدأ وبفعل الرياح ترتفع هذه الجزيئات وتنتشر في الغلاف الجوي وهو ما يجعل الكوكب يبدو أحمر اللون عند النظر إليه من بعيد.
يمتلك كوكب المريخ قمرين صغيرين، هما فوبوس وديموس، ويعتقد العلماء أن القمرين كانا مجرد كويكبين استطاع المريخ أن يجذبهما إليه، ويكتسب القمران شكل حبة البطاطس لأن كتلتهما صغيرة جداً لذلك لا تستطيع الجاذبية أن تجعلهما كرويين.
