أفلام منعت من العرض و أصبحت من كلاسيكيات السينما المصرية
على مدار تاريخ السينما المصرية، واجهت العديد من الأفلام معركة شرسة مع الرقابة، سواء بسبب مشاهد جريئة أو إسقاطات سياسية. ورغم منع بعضها لفترات طويلة، إلا أنها انتصرت في النهاية وتم عرضها، بل وأصبحت من أبرز الأعمال السينمائية في القرن العشرين، كما أظهرت قائمة أفضل 100 فيلم مصري التي أُعلن عنها عام 1996 بمناسبة مئوية السينما المصرية.
أفلام منعت لكنها تربعت على القمة
شيء من الخوف (1969) من إخراج حسين كمال وبطولة محمود مرسي وشادية، مُنع الفيلم في البداية بسبب إسقاطاته السياسية الواضحة التي اعتبرتها السلطات وقتها انتقادًا غير مباشر لنظام الحكم. إلا أن الرئيس جمال عبد الناصر شخصيًا أصر على عرضه بعد مشاهدته، ليصبح أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية.
السقا مات (1977)هذا الفيلم، من إخراج صلاح أبو سيف، واجه اعتراضات رقابية بسبب تناوله موضوع الموت بأسلوب فلسفي عميق. ورغم الانتقادات، تم عرضه وأصبح من أبرز أفلام السينما المصرية.
المذنبون (1975)الفيلم الذي أخرجه سعيد مرزوق واجه اتهامات بالترويج للإباحية بسبب مشاهده الجريئة. مُنع من العرض لفترة، ولكن بعد تدخلات ومراجعات، تم السماح بعرضه ليحجز مكانًا متقدمًا في قائمة الأفضل.
الكرنك (1975)تناول هذا الفيلم، من إخراج علي بدرخان وبطولة سعاد حسني، حقبة الاعتقالات السياسية في الستينيات. واجه مشاكل مع الرقابة بسبب إسقاطاته السياسية الصريحة، لكنه عُرض لاحقًا وحقق نجاحًا كبيرًا.
البرئ (1986)من أكثر الأفلام إثارة للجدل، حيث تناول قضية القمع السياسي. مُنع الفيلم بسبب نهايته التي اعتُبرت صادمة. وبعد سنوات، عُرضت نسخة معدلة، ولكنه ما زال يُعتبر من أيقونات السينما المصرية.
المهاجر (1994)من إخراج يوسف شاهين، واجه الفيلم أزمة رقابية بسبب تناوله قصة مستوحاة من النبي يوسف عليه السلام، وهو ما أثار جدلًا دينيًا واسعًا. وبعد معركة قانونية، تم السماح بعرضه.
أبي فوق الشجرة (1969)رغم الشعبية الكبيرة التي حظي بها الفيلم، واجه اعتراضات بسبب مشاهده الجريئة، خاصةً مشاهد الرقص. ومع ذلك، تم عرضه وأصبح من أنجح أفلام عبد الحليم حافظ.
الرقابة بين التعنت وقصور الرؤية ! هذه الأفلام وغيرها تطرح تساؤلات حول دور الرقابة: هل كان المنع تعنتًا؟في بعض الحالات، يبدو أن الرقابة بالغت في حساسيتها تجاه الأعمال الفنية، خاصةً تلك التي تناولت قضايا سياسية أو اجتماعية بجرأة.
أم أن القائمين على الرقابة غير مؤهلين؟ قد يعكس المنع قصورًا في فهم القائمين على الرقابة لدور الفن كوسيلة للتعبير الحر ومناقشة القضايا المجتمعية.
التاريخ أنصف الفن و اللافت أن العديد من الأفلام التي مُنعت أصبحت لاحقًا من كلاسيكيات السينما المصرية، مما يبرز أن الزمن كثيرًا ما ينصف الإبداع.
فالقوائم والتقييمات النقدية تؤكد أن هذه الأعمال كانت تحمل قيمة فنية وفكرية تجاوزت اعتراضات الرقابة.
ختامًا تظل الرقابة على الفن قضية شائكة بين الحرية والمسؤولية. ومع ذلك، فإن تجربة السينما المصرية تثبت أن الإبداع الحقيقي لا يمكن قمعه، وأن الأفلام الجيدة ستجد طريقها إلى الجمهور مهما طال الزمن.