آل السبكي ظالم أم مظلوم
يظل اسم المنتج ال السبكي واحدًا من أكثر الأسماء إثارة للجدل في السينما المصرية. فبعض النقاد والجمهور يرون فيه مجرد منتج للأفلام التجارية “البذيئة”، بينما آخرون يعتقدون أن السبكي كان وما يزال أحد الذين قدّموا للسينما المصرية أفلامًا جادة أثرت في مسار الفن السابع.
لنبدأ بجزء “الظلم” الذي يواجهه السبكي. يُتهم دائمًا بتقديم أفلام “بذيئة” أو تجارية تهتم فقط بالإيرادات وتقديم مشاهد الإثارة والأكشن، و الاغاني الشعبيه و الرقص في حين أنه، في الحقيقة، قدم أفلامًا جادة للغاية تعكس واقع المجتمع المصري وتناقش قضايا اجتماعية مهمة. أفلام مثل الفرح وكبارية و ساعه و نص و عيون الصقر تعتبر من أبرز الأمثلة على هذه الأعمال الجادة، التي عرضت التحديات التي يواجهها الفرد في حياته. السبكي لم يقتصر على تقديم السينما التجارية فقط، بل تنوع في أعماله بين الأفلام التي حملت رسائل عميقة وأخرى خفيفة، تحاكي الواقع أو تسلط الضوء على قضايا معاصرة.
لكن، في الوقت نفسه، يُتهم السبكي بتقديم أفلام مليئة بالعنف والضرب والمشاهد الساخنة والأغاني الشعبية التي قد تضر بذوق الجمهور. هذه الصورة قد تكون جزءًا من حقيقة أعماله، ولكن من المهم أن نُدرك أن هذا النوع من الأفلام ليس اختراعًا للسبكي. بل هو نمط كان موجودًا منذ بداية السينما المصرية، ولا سيما في فترة الأربعينات الخمسينيات والستينيات و السبعينات . كان الظهور الأول لهذه الأنواع من الأفلام في أعمال الفنانين الكبار مثل فريد شوقي و انور وجدي و الافلام الغنائية و الإستعراضيه ، حيث كانت تضم أفلامًا مليئة بالأكشن والعنف في بعض الأحيان. حتى أفلام “الرقص” والمشاهد الشعبية كانت حاضرة منذ فترة طويلة.
السينما التجارية والعنف والأغاني كانت جزءًا من تاريخ السينما المصرية الطويل، ولم يكن السبكي هو من بدأها. هذا النوع من السينما كان موجودًا في بدايات السينما المصرية وكان له جمهور واسع، ويظل له تأثير حتى اليوم.
من الناحية الأخرى، قدم السبكي العديد من الفرص لنجوم شباب أصبحوا اليوم من أبرز الأسماء في السينما المصرية. هو لم يكن فقط منتجًا يقدم الأفلام التي تتضمن مشاهد إثارة، بل كان أيضًا صاحب رؤية تجارية واضحة ساعدت على اكتشاف مواهب جديدة. في وقت كانت فيه السينما تمر بظروف صعبة، خاصة في فترة الكورونا، حيث كان الإنتاج شبه معدوم، في النهاية، لا يمكن الجزم بأن أفلام السبكي هي أفلام عظيمة أو سيئة فقط. مثل أي منتج في صناعة السينما، قد تكون بعض أعماله أقل جودة من الأخرى. لكن ما لا يمكن إنكاره هو أنه أسهم بشكل كبير في إثراء السينما المصرية وجعلها أكثر تنوعًا. السبكي في النهاية ليس ظالمًا كما يُعتقد، لكنه أيضًا ليس منتج خارقا؛ هو مجرد منتج شاطر يتعامل مع السوق كما تقتضي الظروف.