الرياضة
أخر الأخبار

غضب احمد شاهين وانهيار المنظومة: غياب المعد النفسي يهدد مستقبل اللاعبين

في لحظة دراماتيكية هزت الملاعب المصرية، شهدت مباراة المنصورة والمقاولون العرب في دوري المحترفين واقعة مؤسفة عندما اعتدى أحمد شاهين، لاعب المنصورة، على مدربه علاء نوح بعد استبداله في الدقيقة 70 من المباراة.

الحادث الذي صدم الجميع يعكس حجم الضغوط النفسية التي يعاني منها لاعبو الدوري المصري، التي لا تجد الدعم الكافي لتجاوزها.

الضغط النفسي: أزمة قديمة جديدة

في الدقيقة 60 من المباراة، قرر المدير الفني علاء نوح إدخال أحمد شاهين كبديل في محاولة لتغيير النتيجة بعد تأخر فريقه بثلاثة أهداف. ولكن بعد عشر دقائق فقط، خرج شاهين عن صوابه اعتراضًا على قرار استبداله، وهو ما أدهش الجميع. ولكن هل كان هذا الغضب مجرد رد فعل مباشر على المباراة، أم أن هناك ضغوطًا نفسية خفية وراء ذلك؟

لا يمكن إغفال أن اللاعب الذي يعاني من التوتر والضغط النفسي بسبب الانتقادات المستمرة سواء من الجمهور أو الإعلام، يصعب عليه التحكم في انفعالاته، بل وأحيانًا يعبر عن غضبه بطريقة غير لائقة، كما حدث في هذه الواقعة. فالملاعب المصرية مشبعة بالضغوط المزدوجة من الجمهور الذي لا يرحم والإعلام الذي يسعى دائمًا للبحث عن الأخطاء.

غياب المعد النفسي: سر التغافل عن العنصر الأهم

ما يجعل الأمور أسوأ هو غياب المعد النفسي عن فرق الدوري المصري. ففي أكبر الأندية الأوروبية، يُعتبر المعد النفسي جزءًا أساسيًا من الجهاز الفني، لأنهم يدركون تمامًا أن الضغوط النفسية تؤثر بشكل مباشر على الأداء الرياضي. بينما في الأندية المصرية، لا يزال هذا العنصر غائبًا عن العديد من الفرق، ما يترك اللاعبين في مواجهة مباشرة مع الضغوط النفسية دون أي وسائل لمساعدتهم في التعامل مع تلك الأزمات.

استثمار الأندية في اللاعبين: هل حان الوقت للاستثمار في النفس؟

الأندية المصرية تستثمر أموالًا طائلة في شراء اللاعبين الموهوبين، خاصة النجوم الذين يتوقع منهم تقديم مستويات رائعة. لكن، ما فائدة هذه الاستثمارات إذا كانت الأندية لا توفر الدعم النفسي لهؤلاء اللاعبين؟ لاعب مثل أحمد شاهين، الذي كان في أتم الجاهزية للعب، لم يكن ليصل إلى هذه النقطة من الغضب لولا تراكم الضغوط النفسية التي أثرّت عليه.

الأندية التي تهمل الجانب النفسي ستظل مهددة بخسارة لاعبيها، وليس فقط في المباريات، ولكن أيضًا في تحطيم أنفسهم نفسيًا، كما حدث في هذه الواقعة. فلاعبو كرة القدم ليسوا مجرد آلات للمباريات، بل هم بشر يحتاجون إلى الدعم النفسي والفكري لمساعدتهم على التفوق.

الخلاصة: الاستثمار في النجاح يبدأ من هنا

إن ما حدث في مباراة المنصورة والمقاولون العرب يجب أن يكون جرس إنذار لجميع الأندية المصرية. غياب المعد النفسي عن فرقنا يُعد أحد أبرز الأسباب التي تقود إلى هذه الأزمات. فبدون الدعم النفسي الكافي، سيظل اللاعبون يعانون في صمت، في حين أن هذا الجانب هو من أساسيات النجاح في الرياضة الاحترافية اليوم. إذا كانت الأندية المصرية تريد التفوق، يجب أن تبدأ بتوفير الدعم النفسي للاعبيها، فالنجاح الرياضي لا يقتصر على اللياقة البدنية فقط، بل يمتد ليشمل الصحة النفسية أيضًا.

تامر كرم

محرر صحفي يختص بتغطية الأخبار المحلية والعالمية وأخبار ألعاب الصالات يد وسلة وطائرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى