الواجهة الرئيسيةفن وثقافة

مصر تفقد قوتها الناعمة بإرادتها .. السينما والتلفزيون في مهب الريح

لطالما كانت مصر هي القلب النابض للثقافة والفن في العالم العربي، القوة الناعمة التي امتلكتها لعقود من الزمن جعلتها في موقع القيادة. السينما المصرية كانت مدرسة، والموسيقى المصرية كانت لغة مشتركة، وكرة القدم المصرية كانت مصدر فخر. ولكن اليوم، يبدو أن هذا الإرث يواجه تحديات تهدد مكانته، ليس بسبب منافسة شرسة من الخارج فحسب، بل بسبب تخلي مصر نفسها عن دورها الريادي في هذا المجال.

تراجع الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في مصر لصالح دول أخرى وأصحاب رؤوس الأموال الضخمة يعكس غياب رؤية استراتيجية واضحة للحفاظ على هذا التراث. أصبح الإنتاج الفني في يد جهات تسعى إلى الربح السريع، متجاهلة القيم الثقافية التي لطالما ميزت الفن المصري. ومع زيادة الاعتماد على استيراد الأعمال الأجنبية أو الإنتاج المشترك الذي يضعف الهوية المصرية، يتضاءل تأثير مصر الثقافي في المنطقة.

أين دور جهات الإنتاج الحكومية؟ أين المبادرات التي تهدف إلى دعم المواهب الشابة وتقديم محتوى ينافس عالميًا؟ غياب هذه الأدوار يفتح المجال لدول أخرى للاستحواذ على مكانة مصر التاريخية، مما يهدد بخسارة قوة ناعمة كانت تُستخدم كأداة للتأثير الإيجابي وتعزيز الهوية المصرية في المنطقة.

على مصر أن تستعيد دورها في قيادة الإنتاج الفني العربي، عبر دعم جهات الإنتاج الوطنية وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع. الفن ليس رفاهية، بل هو أحد أسس الهوية الوطنية وأداة فعالة للتأثير الثقافي والسياسي. الحفاظ على القوة الناعمة المصرية مسؤولية جماعية يجب أن تُدار بحكمة وإرادة صادقة.

زر الذهاب إلى الأعلى