الواجهة الرئيسيةفن وثقافة

أين ذهب المسرح المصري؟ هل نفقد ريادتنا الفنية و قوتنا الناعمة

كان المسرح المصري يومًا ما ليس فقط منارة للفن العربي، بل أيضًا عنصرًا جاذبًا للسياحة الخليجية، ومصدرًا مهمًا للعملة الصعبة.

عروض مسرحية كبيرة، بأسماء لامعة مثل عادل إمام، سمير غانم، محمد نجم، ومحمد صبحي، كانت تستقطب الجمهور من داخل مصر وخارجها، لتُشكل جزءًا من موسم سياحي مزدهر.

تلك المسرحيات، التي امتدت عروضها لعشر سنوات أو أكثر، كانت تُقدم تجربة فنية مميزة تجمع بين الكوميديا، الرسائل الاجتماعية، والاحترافية العالية.

لكن اليوم، أصبح هذا المشهد جزءًا من الماضي، حيث غابت العروض المسرحية الكبيرة عن الساحة، ولم تعد تجذب السياحة كما كانت.

الأسباب متعددة: ارتفاع تكاليف الإنتاج، وارتفاع أسعار التذاكر، مما جعل المسرح أقل قدرة على استقطاب الجمهور المحلي أو الخليجي.

حتى مسارح الدولة، التي كانت تُعتبر حاضنة للفن الراقي، تعاني من ضعف الإنتاج وغياب الدعم الكافي.

في المقابل، أصبحت العروض المسرحية المصرية تُقام لفترات قصيرة في الخليج، مثل موسم الرياض، بعد أن كانت تُعرض لسنوات طويلة في مصر.

هذا التحول أفقد المسرح دوره كرافد أساسي للثقافه و للسياحة المصرية، وأضعف مكانته كمصدر للعملة الصعبة.

السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن للمسرح المصري أن يستعيد بريقه؟ الحل يكمن في دعم الإنتاج المسرحي، تخفيض التكاليف، والترويج للعروض كجزء من خطة سياحية شاملة تستهدف السياحة الخليجية والعربية.المسرح المصري ليس مجرد فن، بل هو استثمار ثقافي واقتصادي.

إذا استمر هذا التراجع، سنفقد ريادتنا الفنية والسياحية، ما يُحتم علينا التحرك سريعًا لإنقاذ هذا الإرث العظيم.

زر الذهاب إلى الأعلى