الذكاء الاصطناعي يساهم في تقليص انبعاثات الميثان من الأبقار
أظهرت أبحاث جديدة أن الذكاء الاصطناعي (AI) قد يكون حلاً غير تقليدي للتصدي لتغير المناخ من خلال تقليل انبعاثات الميثان من تجشؤ الأبقار.
تعتبر الأبقار أحد المساهمين الرئيسيين في انبعاثات الغازات الدفيئة بسبب عملية الهضم التي تحدث في معدتها حيث تطلق الأبقار الميثان، وهو غاز دفيئة قوي.
بحسب دراسة حديثة، يشكل الميثان الناتج عن الأبقار في قطاع الزراعة نحو 33٪ من انبعاثات الزراعة الأمريكية وحوالي 3٪ من إجمالي الانبعاثات الغازية في الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق يعمل فريق من الباحثين من وحدة أبحاث إدارة مغذيات الثروة الحيوانية التابعة لمصلحة البحوث الزراعية (ARS) وجامعة ولاية آيوا على تطوير حلول لتقليص هذه الانبعاثات.
وصرح سيمون ليو مدير مصلحة البحوث الزراعية، قائلاً: “إن تطوير حلول للتعامل مع انبعاثات الميثان من الزراعة الحيوانية يمثل أولوية قصوى”.
وأضاف أن العلماء يواصلون استخدام استراتيجيات مبتكرة ومبنية على البيانات لمساعدة منتجي الماشية في تحقيق أهداف تقليص الانبعاثات.
في عملية الهضم، تقوم الأبقار بتفتيت المواد النباتية القاسية في معدتها الأكبر، “الكِرش” حيث يتم تحليل النباتات بواسطة الميكروبات التي تنتج الميثان كمنتج ثانوي طبيعي.
وبالرغم من أن العلماء اكتشفوا أن بعض المركبات مثل البيروموفورم الموجود بشكل طبيعي في الطحالب، يمكن أن تقلل إنتاج الميثان بنسبة تصل إلى 98% إلا أن هذه المركبات قد تكون مسرطنة وبالتالي غير آمنة للاستهلاك الحيواني.
لمواجهة هذا التحدي، قرر الباحثون من ARS استخدام الذكاء الاصطناعي والنماذج الحاسوبية لتسريع البحث عن بديل آمن وفعال للبيروموفورم.
ويعمل فريق بحثي من جامعة ولاية آيوا على محاكاة الجزيئات باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد مركبات جديدة يمكن أن تمنع إنتاج الميثان بطريقة آمنة وفعّالة.
تتمثل الفكرة في استخدام شبكة عصبية بيانية لتعلم الذكاء الاصطناعي من البيانات المتاحة علنًا حول معدة الأبقار وتوقع سلوك الجزيئات في هذه البيئة.
هذا النموذج يساعد الباحثين في تحديد التفاعلات المحتملة داخل الميكروبيوم المعدي للأبقار ويتيح لهم اكتشاف جزيئات جديدة يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في تقليل انبعاثات الميثان.
أوضح الباحث جاك كوزيل من ARS: “الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسرع من وتيرة البحث ويساهم في تطوير حلول جديدة لمكافحة تغير المناخ”.
