الواجهة الرئيسيةفن وثقافة

الزوجه رقم 13..عندما تجتمع الموسيقي الخالده و الكوميديا الراقيه يتحقق المجد السينمائي

في تاريخ السينما المصرية، لا تُذكر الكوميديا الغنائية دون الإشارة إلى فيلم “الزوجة رقم 13″، الذي يُعد واحداً من أبرز الأعمال السينمائية التي جمعت بين الضحك، الرومانسية، والموسيقى الساحرة. الفيلم ليس مجرد عمل فني ناجح؛ بل هو إنجاز فني استثنائي، حيث استطاع أن يتربع في ثلاث قوائم مرموقة: المركز المئة كأفضل فيلم في تاريخ السينما المصرية، المركز الثالث عشر كأفضل فيلم كوميدي، والمركز الثالث والثلاثين كأفضل فيلم غنائي. إنه واحد من ثلاثة أفلام فقط حققت هذا المجد

رحلة نجاح بدأت عام 1962
عُرض الفيلم لأول مرة في عام 1962، وحقق نجاحاً ساحقاً على جميع المستويات؛ جماهيرياً، نقدياً، و في المهرجانات الفنية. كانت أجواء كواليس الفيلم مليئة بالإبداع والمفاجآت.يقول المنتج جمال الليثي استلهم فكرته من نجاح فيلم “الزوجة السابعة” للنجم محمد فوزي، فقرر تقديم عمل مشابه بروح جديدة.

لكن المفاجأة الكبرى كانت في اختيار الأدوار. فقد كان من المفترض أن يجسد الفنان السوري دريد لحام دوراً رئيسياً في الفيلم، إلا أن انفصال مصر عن سوريا حال دون إتمام التعاقد، ليذهب الدور إلى الفنان الكوميدي الفذ عبد المنعم إبراهيم، الذي أبدع فيه بشكل لافت.

ثنائية لم تكتمل
رغم نجاح الفيلم، لم يكن بداية ثنائية بين النجمين رشدي أباظة وشادية كما توقع الجميع. بدلاً من ذلك، شكل الفيلم انطلاقة لسلسلة من الأعمال الناجحة بين شادية والنجم صلاح ذو الفقار، ما أضاف بُعداً جديداً لمسيرتهما الفنية.

أغاني خالدة وأيقونية
“الزوجة رقم 13” ليس مجرد فيلم كوميدي؛ بل هو أيضاً عمل غنائي بامتياز. قدمت شادية مجموعة من الأغاني التي ما زالت حاضرة في الذاكرة حتى اليوم، مثل “على عش الحب”، و”وحياة عينيك”، و”فداها عينيّا”، والتي أضفت على الفيلم أجواءً من البهجة والرومانسية.

فريق عمل من العيار الثقيل
كتب الفيلم عملاق الكوميديا المصرية أبو السعود الإبياري، الذي أبدع في صياغة نص مليء بالمواقف الطريفة والحوار الذكي. أما الإخراج، فقد تولاه فطين عبد الوهاب، الذي يُعد واحداً من أعظم مخرجي الكوميديا في تاريخ السينما المصرية، حيث أضفى لمسته الخاصة التي جعلت الفيلم علامة فارقة.

“الزوجة رقم 13” بين الماضي والحاضر
بعد مرور أكثر من ستة عقود على عرضه، ما زال فيلم “الزوجة رقم 13” يحتفظ بمكانته كواحد من كلاسيكيات السينما المصرية. إنه عمل يجمع بين عبقرية النص، براعة الإخراج، وتألق الأداء التمثيلي، ليظل خالداً في ذاكرة الجمهور وأرشيف السينما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى