في ذكري رحيله..سعيد عبد الغني من الجبهه إلي أيقونه الشر ثقيل الظل
مرت علينا بالأمس 18 يناير ذكري الرحيل السادسه للفنان سعيد عبد الغني”الشرير الأنيق” الذي أضاء اللون الأبيض حياته .ارتبط اسم الفنان الراحل سعيد عبد الغني بأدوار الشر التي أداها ببراعة لافتة جعلت المشاهدين يكرهونه كفنان من شدة إتقانه. لكنه كسر القوالب النمطية لتجسيد الشر بأسلوبه الخاص، حيث أضفى على شخصياته طابع الأناقة والهدوء، بعيدًا عن المبالغة أو التصنع. كان “الشرير الأنيق” صاحب الشعر والملابس البيضاء رمزًا مميزًا في مسيرته الفنية، لكن خلف هذا البياض قصة مأساوية غيّرت مسار حياته تمامًا.
تخرج سعيد عبد الغني من كلية الحقوق عام 1958، وعمل صحفيًا بجريدة الأهرام، حيث تم تكليفه كمراسل للجبهة خلال نكسة 1967. عاش مأساة الحرب وشاهد أصدقاءه من الجنود والضباط يسقطون قتلى ومصابين. هذه التجربة المريرة تركت أثرًا نفسيًا عميقًا عليه، حيث أصيب بصدمة نفسية جعلت شعره يشيب مبكرًا وهو في الثلاثين من عمره.
بعد تلك الصدمة، انعزل سعيد عن الجميع، حتى عن زوجته، ثم قرر تغيير مساره المهني بالكامل. طلب الانتقال إلى القسم الفني بجريدة الأهرام، ليبدأ هناك شغفه بالفن. أسس فريق تمثيل للجريدة، وكتب مسرحيات خاض بها مسابقات كبرى، مما مهد له الطريق لدخول عالم التمثيل.
كانت انطلاقته الفنية عام 1972 من خلال أفلام مثل “العصفور” و”الفاتنة والصعلوك”، وواصل رحلته ليقدم ما يقرب من 200 عمل متنوع بين السينما والمسرح والتلفزيون. من أبرز أدواره كان دوره في فيلم “إحنا بتوع الأتوبيس”، الذي نال عنه تكريمًا رسميًا وشهادة تقدير من الدولة، إلى جانب وسام الدولة من الطبقة الأولى للفنون عام 1996.
رغم نجاحاته الفنية الكبيرة، ظل سعيد عبد الغني وفيًا لذكرياته، وارتبط باللون الأبيض الذي أصبح علامة مميزة له في حياته وأعماله حتى رحيله في عام 2019.