الواجهة الرئيسيةفن وثقافةمقالات

من زوجة رجل مهم إلى زوجة رجل مش مهم.. هل أصبحت السينما المصرية تعيش على الأطلال؟

“سينما النسخ والتقليد: إبداع أم استسهال؟”

من “زوجة رجل مهم” إلى “زوجة رجل مش مهم”.. هل نفد خيال صُنّاع السينما؟

في خطوة جديدة تثير الجدل، يستعد النجمان أكرم حسني وياسمين عبد العزيز لتصوير فيلم بعنوان “زوجة رجل مش مهم”، في استلهام واضح من الفيلم الكلاسيكي الشهير “زوجة رجل مهم” (1987) الذي جمع بين أحمد زكي وميرفت أمين. هذه الظاهرة ليست جديدة على السينما المصرية، حيث سبقها رامز جلال بفيلمه “رغدة متوحشة”، الذي بدا وكأنه محاكاة ساخرة لـ “رغبة متوحشة” بطولة نادية الجندي، وقبله “الناظر” لعلاء ولي الدين، الذي كان من المفترض أن يحمل اسم “الناظر صلاح الدين” قبل أن تعترض الرقابة بسبب تشابهه مع فيلم “الناصر صلاح الدين” ليوسف شاهين.

أما أحدث الإضافات لهذه الظاهرة، فهو فيلم “اللعب مع العيال”، الذي يستوحي اسمه من فيلم “اللعب مع الكبار” للزعيم عادل إمام، مما يطرح تساؤلات حول مدى اعتماد السينما على إعادة تدوير العناوين الناجحة دون تقديم محتوى جديد.

الاقتباس بين الإبداع والاستسهال

في تاريخ السينما المصرية، لطالما اعتمد بعض صُنّاع الأفلام على إعادة تدوير أسماء الأعمال الناجحة أو اللعب على أوتار الحنين الجماهيري، كما حدث عندما قدّم كريم عبد العزيز فيلم “البعض لا يذهب للمأذون مرتين” بعد عقود من نجاح “البعض يذهب للمأذون مرتين” بطولة عادل إمام ونور الشريف. حتى في الماضي، استوحى إسماعيل ياسين فيلمه الكوميدي “ابن حميدو” من نجاح “حميدو” بطولة فريد شوقي، رغم اختلاف الحبكة تمامًا.

سرقة أم استثمار؟

يبقى السؤال: هل هذه الأعمال مجرد استسهال تجاري أم أنها محاولة ذكية لاستثمار أسماء راسخة في ذاكرة الجمهور؟ البعض يرى أن إعادة تدوير العناوين هي حيلة تسويقية رخيصة تهدف لجذب الانتباه دون تقديم محتوى مبتكر، بينما يرى آخرون أن السينما بطبيعتها تستلهم من أعمال سابقة، وأن العبرة ليست في العنوان بل في جودة المحتوى.

هل يحق لأصحاب الأفلام الأصلية الاعتراض؟

من الناحية القانونية، لا توجد حقوق ملكية فكرية تحمي العناوين وحدها، لكن إذا كان هناك استنساخ واضح للفكرة أو تشويه لصورة العمل الأصلي، فقد يكون لأصحاب الحقوق موقف قانوني. ومع ذلك، فإن معظم هذه الأفلام تعتمد على السخرية أو التلاعب بالأسماء دون الاقتراب من المحتوى الفعلي، مما يجعل من الصعب إثبات الانتهاك.

ختامًا.. إلى أين تتجه السينما المصرية؟

سواء كان الأمر استثمارًا ذكيًا أم إفلاسًا إبداعيًا، فإن استمرار هذه الظاهرة يطرح تساؤلًا مهمًا: هل فقدت السينما المصرية روح الابتكار؟ أم أن الجمهور نفسه بات ينجذب أكثر العناوين التي تلعب علي وتر النوستالوجيا ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى