“ابن النيل”.. الفيلم الذي كاد أن يجمع أساطير السينما المصرية!”
عندما نتحدث عن روائع السينما المصرية، لا يمكننا تجاهل قائمة “أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية”، التي ضمت نخبة من أعظم الأعمال الفنية. ومن بين الأسماء التي تألقت في هذه القائمة، برز الفنان شكري سرحان كأكثر ممثل حضورًا بـ 16 فيلمًا، مما جعله يستحق عن جدارة لقب “ممثل القرن”. كذلك، احتلت فاتن حمامة مكانة مميزة كأكثر ممثلة مشاركة في القائمة بـ 9 أفلام، ما عزز لقبها كـ “سيدة الشاشة العربية”. أما المخرج العبقري يوسف شاهين، فقد حجز لنفسه موقعًا استثنائيًا بـ 12 فيلمًا، ليحصد لقب “مخرج القرن”. ولم يكن الكاتب الكبير نجيب محفوظ بعيدًا عن هذه الإنجازات، إذ تصدر قائمة المؤلفين بـ 16 فيلمًا، ليصبح “مؤلف القرن” بلا منازع.
لكن المصادفة الجميلة جمعت بين ثلاثة من هؤلاء العمالقة في فيلم واحد هو “ابن النيل”، الذي أخرجه يوسف شاهين، وقام ببطولته شكري سرحان وفاتن حمامة. هذا الفيلم، الذي احتل المركز 82 في قائمة أفضل 100 فيلم، كان من الممكن أن يكون تحفة فنية متكاملة لو أن نجيب محفوظ تولى كتابته، لكنه للأسف لم يكن ضمن فريق العمل، ليقتصر اللقاء على المخرج والممثل والممثلة فقط.
“ابن النيل”.. قصة صراع بين الريف والمدينة
يحكي الفيلم قصة حمدان (شكري سرحان)، الشاب الريفي الذي يضيق ذرعًا بحياته البسيطة في القرية، ويحلم بالهروب إلى المدينة بحثًا عن حياة أفضل. لكنه يكتشف أن المدينة ليست كما تخيلها، بل يدخل في دوامة من الضياع والجريمة، ليجد نفسه في مواجهة مصير لم يكن يتوقعه. أما نرجس (فاتن حمامة)، فهي الفتاة التي تمثل النقاء وسط هذا الصراع، وتحاول أن تكون نقطة الضوء في حياة حمدان المضطربة.
كواليس مثيرة من خلف الكاميرا
لم يكن تصوير الفيلم سهلًا، فقد حرص يوسف شاهين على تقديم صورة واقعية للحياة الريفية، ما جعله يصر على تصوير العديد من المشاهد في مواقع حقيقية. ومن الطرائف التي حدثت خلال التصوير، أن أحد المشاهد تطلب إطلاق قطار دخانًا كثيفًا، مما كاد أن يتسبب في حريق حقيقي في موقع التصوير!
تحفة سينمائية ناقصة.. لكنها خالدة
كان يمكن لهذا الفيلم أن يكون لقاءً أسطوريًا يضم أفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل كاتب، لكن غياب نجيب محفوظ عن فريق العمل جعل هذا الحلم غير مكتمل. ورغم ذلك، ظل “ابن النيل” علامة بارزة في السينما المصرية، وواحدًا من الأفلام التي جمعت بين الواقعية والإبداع السينمائي، ليبقى شاهدًا على عصر العمالقة.