الزعيم والإمبراطور..صراع العمالقة في تاريخ الفن المصري
لطالما كانت المقارنة بين الزعيم عادل إمام والإمبراطور أحمد زكي مادة دسمة للنقاش الفني، حيث يمثل كلاهما قمتين شامختين في عالم السينما المصرية، لكن بأسلوبين مختلفين تمامًا. ورغم أن لكل منهما نجاحاته وإنجازاته، فإن جدلية “من الأفضل؟” لا تزال تشعل حماس عشاقهما.
الإيرادات: عرش الزعيم بلا منازع
عادل إمام، الزعيم الذي استحوذ على شباك التذاكر لأكثر من 40 عامًا، أثبت أن النجومية لا تترجم فقط إلى شهرة، بل إلى أرقام وإيرادات ضخمة. فهو النجم الذي صنع من اسمه علامة تجارية، فكان “الزعيم” مرادفًا للأرباح والجماهيرية الطاغية.
أما أحمد زكي، فقد ركز على الأداء الفني العميق، مما جعله يترك بصمة في قائمة أفضل الأفلام السينمائية. فستة من أفلامه، مثل البرئ و زوجه رجل مهم و احلام هند و كاميليا و الحب فوق هضبه الهرم و أبناء الصمت و إسكندريه ليه ، دخلت هذه القائمة متفوقًا على أساطير السينما مثل رشدي أباظة وعمر الشريف و فريد شوقي و انور وجدي و احمد مظهر . بينما لعادل إمام فيلم وحيد في القائمة، وهو اللعب مع الكبار، وبترتيب متأخر (90).
المسرح: عرش الزعيم وحده
عادل إمام هو سيد المسرح بلا منازع، إذ استمر في تقديم أعمال مسرحية ناجحة لأكثر من ثلاثة عقود، من مدرسة المشاغبين إلى بودي جارد. في المقابل، قدم أحمد زكي مسرحيتين فقط، هما مدرسة المشاغبين والعيال كبرت، حيث أظهر موهبة لافتة، لكنها لم تستمر في هذا المجال.
السينما: الصراع على القمه
رغم ذلك، كان هناك تبادل أدوار بينهما، مثل فيلم البيه البواب الذي بدأه عادل إمام لكنه أصبح من نصيب أحمد زكي ليحقق نجاحًا كبيرًا، والعكس حدث مع فيلم الحريف الذي استعد له أحمد زكي لكنه انتقل إلى عادل إمام، وحقق نجاحًا نقديًا رغم فشله جماهيريًا.
التلفزيون: نجاحات متوازية
كلا النجمين حققا نجاحات تلفزيونية كبيرة، حيث قدَّم أحمد زكي مسلسل هو وهي مع سعاد حسني، بينما لمع عادل إمام في مسلسلات مثل دموع في عيون وقحة وفرقة ناجي عطا الله.
سعاد حسني: قاسم مشترك
أحمد زكي جمعته بسعاد حسني أعمال خالدة مثل شفيقة ومتولي وموعد على العشاء و الراعي و النساء و الدرجه الثالثه و مسلسل وحيد هو وهي و فيلم الكرنك كان المرشح الأول له، بينما لم يحالف الحظ عادل إمام للعمل معها سوى في فيلمين المشبوه و حب في الزنزانة.
الاختلاف في الرؤية الفنية
الزعيم كان نجم الجماهير، بينما كان الإمبراطور نجم النقاد. عادل إمام أجاد تقديم الكوميديا والدراما في إطار جماهيري، بينما اختار أحمد زكي الغوص في الشخصيات المركبة والأدوار العميقة.
في النهاية: القمة تتسع للجميع
المقارنة بين أحمد زكي وعادل إمام أشبه بمقارنة بين مدرستين مختلفتين، لكل منهما فلسفته وجمهوره. القمة تتسع للجميع، وكلاهما سيظل علامة بارزة في تاريخ الفن المصري، حيث أثبتا أن النجاح يمكن أن يكون متعدد الأوجه، بين جماهيرية الزعيم وعبقرية الإمبراطور.