الفنان الذي شارك في معركه الإسماعيلية و بطل العدوان الثلاثي

صلاح ذو الفقار.. بطل الشرطة والفن الممثل المصري الذي بدأ حياته المهنية كضابط شرطة قبل أن يحقق شهرة واسعة في السينما، يُعتبر رمزًا للبطولة والوطنية. شارك في معركة الإسماعيلية عام 1952، حيث أظهر شجاعة غير مسبوقة في مقاومة القوات البريطانية، رغم الفارق الكبير في التسليح.

وقد استشهد 50 جنديًا من رجال الشرطة، بينما صمد 30 آخرون حتى نفدت ذخيرتهم. أصبح هذا اليوم 25 يناير عيدا للشرطة في مصر.

كما كان له دور بارز في مقاومة العدوان الثلاثي عام 1956، حيث قاد مجموعة من طلاب أكاديمية الشرطة لمقاومة الجيوش المعتدية، وحصل على نوط الواجب العسكري من الرئيس جمال عبد الناصر تقديرًا لدوره البطولي.

على الصعيد الفني، بدأ ذو الفقار مسيرته السينمائية في عام 1956، بعد أن حصل على تصريح استثنائي من وزير الداخلية.

قدم العديد من الأفلام المميزة مثل “رد قلبي” و”مراتي مدير عام”، وحقق نجاحًا كبيرًا في السينما المصرية. كون ثنائيًا فنيًا ناجحًا مع زوجته الفنانة شادية، حيث قدما معًا أفلامًا شهيرة مثل “مراتي مدير عام” و”كرامة زوجتي”، وحققا نجاحًا كبيرًا معًا في فترة الستينات.

إضافة إلى مسيرته الفنية، كان صلاح ذو الفقار مدرسًا في أكاديمية الشرطة، حيث عمل مع عدد من الطلاب، من بينهم الفنان سمير غانم. وكان سمير غانم قد ذكر في أكثر من مناسبة أن الضابط صلاح ذو الفقار كان معروفًا بالشدة والحزم في التعامل مع الطلاب. ورغم ذلك، فقد تعاونوا معًا في عدد من الأعمال الفنية مثل “في الصيف لازم نحب” و”المذنبون”، وغيرهم من الأفلام التي حققت نجاحًا كبيرًا.

كما عمل كمنتج سينمائي، وأنتج أفلامًا مثل “شيء من الخوف” و” اريد حلا”، التي نالت إعجاب الجمهور والنقاد و كان سبب في تعديل قوانين حقوق المرأة

.ومن بين إنجازاته السينمائية، يُعد صلاح ذو الفقار ثاني أكثر ممثل شارك في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية بعد شكري سرحان، برصيد عشر أفلام تمثيل، بالإضافة إلى خمس أفلام أنتجها، ليصل رصيده الإجمالي في هذه القائمة إلى 15 فيلمًا بين تمثيل وإنتاج.

توفي صلاح ذو الفقار في 22 ديسمبر 1993، أثناء تصويره لفيلم “الإرهابي”، عن عمر يناهز 67 عامًا، ليترك وراءه إرثًا فنيًا ووطنياً لا يُنسى.