فن وثقافة

رشدي أباظة وهند رستم..صداقة العمر و”بطانية بيروت”

في كواليس السينما المصرية، كانت هناك صداقات لا تُنسى، من بينها العلاقة القوية التي جمعت بين رشدي أباظة وهند رستم، حيث لم يكن مجرد زميل، بل كان بمثابة الأخ والسند الحقيقي في مسيرتها الفنية والحياتية.

رشدي ينقذ هند من الموت!

تحكي هند رستم عن موقف بطولي لرشدي أثناء تصوير فيلم “رجال في العاصفة”، حيث تعرضت لحادث خطير بعد أن تعثرت وسقطت على قضبان السكة الحديد، مما أدى إلى إصابتها بنزيف داخلي حاد. لم يتردد رشدي لحظة، حملها بين ذراعيه، وانطلق بسيارته بسرعة جنونية إلى أقرب مستشفى، وظل بجانبها حتى تم وضع الجبس في قدمها واطمأن على سلامتها.

“البطانية اللى انت عايزاها”!

أما كواليس فيلم “رد قلبي”، فتروي “الهانم” موقفًا طريفًا عن رشدي، الذي كان زعيمًا لفرقة “المشاغبين” في موقع التصوير، والتي ضمت شكرى سرحان، زهرة العلا، وهند نفسها. كان المخرج عز الدين ذو الفقار يستخدم عصا طولها 6 أمتار لضرب أي مشاغب منهم! وبعد انتهاء الفيلم، طلبت هند من رشدي شراء قماش فاخر من بيروت، وعندما عاد، دق بابها في العاشرة صباحًا ورمى القماش في وجهها مازحًا قائلاً: “خدي يا ستي آدي البطانية اللى انت عايزاها”.

“ست البنات”… الفيلم الذي أفلس رشدي!

لم تتوقف علاقتهما عند الصداقة، بل امتدت إلى الشراكة في شركة إنتاج سينمائي مع حسام مصطفى، حيث كان فيلم “ست البنات” أول إنتاج لهم، لكنه فشل فشلًا ذريعًا وتسبب في خسائر كبيرة. كانت النتيجة إفلاس الشركة، وكان رشدي كلما رأى هند بعدها يقول لها غاضبًا: “منك لله يا شيخة، خربتي بيتي!”.

الوداع الأخير… واللقاء المرفوض

أما اللحظة الأصعب، فكانت خلال أيام رشدي الأخيرة في المستشفى، حيث رفض مقابلتها رغم تواجد العديد من النجوم مثل عزت العلايلي ونادية لطفي. لم تحزن هند، فقد أدركت أن رشدي أباظة، الذي اعتاد أن يكون رمزًا للقوة والرجولة، لم يكن يريد أن تراه ضعيفًا بلا حول ولا قوة.

رغم رحيله، تبقى ذكريات “الدنجوان” نابضة بالحياة في قلوب من عرفوه، وحكايته مع هند رستم واحدة من أجمل وأصدق العلاقات في تاريخ السينما المصرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى