رمسيس نجيب .. مكتشف النجوم الذي ترك بصمة خالدة في السينما المصرية
يعد رمسيس نجيب واحدًا من أعظم الأسماء التي صنعت تاريخ السينما المصرية، حيث اكتسب شهرة واسعة بلقب “صانع النجوم”، وذلك بفضل براعته في اكتشاف المواهب الجديدة وتقديمها لجمهور السينما.
كان نجيب مبدعًا في اختيار الوجوه الشابة التي استطاعت لاحقًا أن تلمع في سماء الفن المصري، من أبرز هذه الأسماء الفنانة ناديه لطفي الذي يواكب ذكري وفاتها نفس يوم ذكري مكتشفها رمسيس نجيب، ليلى طاهر، زيزي البدراوي، محمود ياسين، وغيرهم. هؤلاء النجوم الذين قدمهم رمسيس للجمهور أصبحوا من أبرز الوجوه في تاريخ السينما.
كانت أفلام رمسيس نجيب دائمًا محط اهتمام نقدي وجماهيري، فقد حقق نجاحًا كبيرًا في تقديم أعمال فنية تحمل رسائل اجتماعية عميقة، مثل “شباب امرأة”، “الزوجة الثانية”، “مراتي مدير عام”، “إسلاماه”، و”الكرنك”، التي سجلت في قائمة أفضل أفلام في تاريخ السينما المصرية.
لكن رغم هذه النجاحات، لم تكن مسيرته خالية من التحديات، إذ تعرضت بعض أفلامه للمنع من العرض بسبب محتوى صادم أو حوارات جريئة، كما حدث في فيلم “أختي” الذي تم منعه من العرض بسبب مشاهد غير مناسبة للبث التليفزيوني في الأرياف.
كما شهدت مسيرته الفنية التراجع في بعض الأعمال، لم تحقق النجاح الجماهيري المتوقع، رغم اجتهادات رمسيس .
ورغم كل هذه التحديات، كان رمسيس نجيب يواصل عمله بلا توقف، حيث كان يلتزم بالبحث المستمر عن قصص جديدة وأفكار مبتكرة، كما كان يعرف تمامًا كيف يواجه الصعاب التي تواجه صناعة السينما في تلك الحقبة.
ومع ذلك، يظل رمسيس نجيب معروفًا بلقب “صانع النجوم” بفضل إيمانه العميق بالأجيال الجديدة من الفنانين واهتمامه بتقديمهم بالشكل الأمثل.
من بين الأحاديث المثيرة التي ربطت اسمه بالفنانين، كان اعتذار الفنان العالمي عمر الشريف عن المشاركة في فيلم “طارق بن زياد”، بعد توقيعه عقدًا مع نجيب، بسبب معارضة مدير أعماله لتقديمه أفلامًا عربية عقب نجاحه في “لورانس العرب”.
اختتم رمسيس نجيب مشواره الفني بفيلم “وادي الذكريات”، الذي صوّر في سوريا، ليترك وراءه إرثًا سينمائيًا كبيرًا امتد لأكثر من أربعة عقود.
رحل رمسيس نجيب عن عالمنا في الرابع من فبراير 1977، لكنه ترك بصمة لا تُمحى في صناعة السينما المصرية، ليظل اسمه مرتبطًا بالأعمال التي ساهمت في تشكيل تاريخ الفن السابع في مصر.