صراع الكبار .. كيف أشعل محمد رشدي غيرة العندليب؟
لم يكن الوسط الفني في الستينيات والسبعينيات ساحة هادئة، بل كان ميدانًا للتنافس الشرس بين العمالقة. ومن بين هؤلاء، اشتعلت منافسة غير معلنة بين عبد الحليم حافظ ومحمد رشدي، خاصة بعد النجاح المدوي للأخير مع الثنائي الذهبي: الشاعر عبد الرحمن الأبنودي والملحن بليغ حمدي
“عدوية”… الصفعة التي هزّت العندليب!
بعد أن قدم محمد رشدي روائع مثل “تحت الشجر يا وهيبة” و”وسع للنور”، جاءت الضربة القاضية بأغنية “عدوية”، التي جعلته النجم الأول للأغنية الشعبية. نجاح رشدي أثار قلق عبد الحليم، الذي لم يكن معتادًا على أن يسبقه أحد.
عبد الحليم يرد الصاع صاعين!
لم يقف العندليب متفرجًا، بل استقطب بليغ حمدي وعبد الرحمن الأبنودي، وبدأ معهم مرحلة جديدة من الأغاني الشعبية ذات الطابع الرومانسي، مثل “سواح”، “التوبة”، و”على حسب وداد قلبي”، ليضع بصمته الخاصة على اللون الشعبي، لكنه بصبغة رومانسية تناسب شخصيته.
“لقد سرقوا بليغ مني!”
بهذه الكلمات، عبّر محمد رشدي عن إحباطه من انتقال بليغ إلى فريق عبد الحليم، حيث كان يرى أنه من اكتشف موهبة الملحن العبقري في الأغنية الشعبية. لكنه لم يدرك أن المنافسة بينه وبين العندليب لم تكن متكافئة؛ فحليم كان يمتلك نفوذًا أكبر، وجاذبية جماهيرية طاغية، وقدرة على استقطاب أفضل المواهب.
من الرابح؟
قد يكون رشدي هو من فتح الباب للأغنية الشعبية الحديثة، لكن عبد الحليم هو من جعلها أكثر انتشارًا وخلّدها بصوته الفريد. وفي النهاية، المستفيد الأكبر كان الجمهور، الذي حظي بأغانٍ ستظل محفورة في ذاكرة الطرب العربي إلى الأبد!