محمود مرسي..الفنان الذي رفض السبوبة وسخر من التكرار

في زمن كانت فيه الدراما تبحث عن المعنى قبل المكسب، ظهر العملاق محمود مرسي ليكون نموذجًا للفنان الحقيقي الذي يرفض الاستسهال ويقدّس التجديد، حتى لو كان الثمن مضاعفة أجره!
بعد النجاح الساحق لمسلسله “أبو العلا البشري”، قرر المنتجون استثمار نجاح الشخصية، فقدموا جزءًا ثانيًا، ومع استمرار الإقبال الجماهيري، جاء أحد المنتجين بفكرة مسلسل جديد بنفس روح “أبو العلا”، ولكن باسم مختلف ووظيفة جديدة، وبالطبع بأجر خيالي يليق بأسطورة التمثيل. لكن المنتج لم يكن يعلم أنه يتعامل مع فنان لا يقبل “اللعب على المضمون”.
ببساطة، رد محمود مرسي على العرض بأسلوبه القاطع: “ليه تضيع فلوسك؟ وفرها واتفرج على أبو العلا البشري بدل ما نعيد نفس الفكرة باسم جديد!”.
كان هذا الموقف درسًا قاسيًا لصنّاع الدراما الذين اعتادوا تكرار النجاح حتى الابتذال، ويبدو أنه لو كان محمود مرسي بيننا اليوم، وشاهد موجة المسلسلات الممتدة لعشر أجزاء، والشخصيات السطحية التي تُبنى على “لازمة” مكررة، لكان قد “انجلط” حرفيًا!
في زمن “السبوبة”، نفتقد فنانًا بحجم وإخلاص محمود مرسي، الذي لم يكن مجرد ممثل، بل معلمًا للأجيال في احترام الفن قبل أي شيء آخر.