“موعود”.. عندما غنّى العندليب قصة حياته!
![](https://i0.wp.com/number1.news/wp-content/uploads/2025/02/FB_IMG_1739084905572.jpg?resize=661%2C464&ssl=1)
لم تكن “موعود” مجرد أغنية عابرة في مشوار العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، بل كانت مرآة تعكس صراعه مع المرض، وأمله في الشفاء، وتأرجحه بين الفرح والحزن. هذه الأغنية، التي صدرت عام 1971، حملت بصمة الثلاثي الذهبي: الشاعر محمد حمزة، والملحن العبقري بليغ حمدي، والأداء الأسطوري لحليم.
كيف وُلدت “موعود”؟
في البداية، كان من المفترض أن يغني حليم “مداح القمر”، لكنه تعرض لنزيف حاد استدعى سفره للعلاج. وخلال غيابه، بدأ حمزة بكتابة “موعود”، وعندما عاد العندليب، شعر أن كلماتها تحاكي حالته النفسية والصحية، حيث يقول:
“موعود معايا بالعذاب موعود يا قلبي…”
اللحن الذي مزج الحزن بالأمل
استطاع بليغ حمدي أن يترجم كلمات الأغنية إلى لحن متناغم بين الحزن والفرح، مستخدمًا مقامي النهاوند والراست. كما أدخل آلات موسيقية غير مألوفة في أغاني حليم، مثل الساكسفون والكونترباص، مضيفًا عمقًا موسيقيًا فريدًا.
وفي الكوبليه الأخير، أضفى بليغ نغمة التفاؤل من خلال صولوهات الأكورديون، لتعكس الحالة النفسية للعندليب الذي كان يعاني الألم لكنه متمسك بالأمل.
أداء حليم… إحساس يتحدى المرض
عندما غنّى عبد الحليم “موعود” لأول مرة في أبريل 1971، كان صوته مزيجًا من الشجن والقوة، وكأنها أغنية تُغنى من القلب إلى القلب. ورغم آلامه، نجح في تقديم أداء استثنائي جعل الأغنية خالدة في ذاكرة عشاقه.
“موعود” لم تكن مجرد أغنية، بل كانت اعترافًا موسيقيًا بحياة حليم، حيث الألم والحب، واليأس والأمل، في مزيج فني لن يتكرر!