ذكرى ميلاد حمدي غيث.. ريتشارد قلب الأسد وفارس المسرح

يعد حمدي غيث أحد عمالقة الفن المصري، حيث امتلك موهبة نادرة جعلته يتربع على عرش التمثيل في المسرح والسينما والتلفزيون. اشتهر بلقب “غول المسرح” ولقب أيضًا بـ“ريتشارد قلب الأسد”، نظرًا لقوة حضوره وأدائه الاستثنائي الذي جعل جمهوره يعيش تفاصيل كل شخصية يق

رغم مشواره الحافل، ظل حلم تجسيد “الملك لير” يراوده حتى آخر أيامه، لكنه لم يتمكن من تحقيقه، كما كان يتمنى إخراج مسرحية “هاملت”. وبرغم ذلك، فإن أعماله المسرحية مثل “تحت الرماد”، “أرض النفاق”، و”سقوط فرعون” ستظل خالدة في وجدان محبي المسرح.

من قريته إلى العالمية
وُلد حمدي غيث في مثل هذا اليوم، وكان الشقيق الأكبر للفنان الراحل عبد الله غيث، الذي كان بمثابة قطعة من روحه، وتأثر بشدة بوفاته، خاصة عند اضطراره لاستكمال دوره في مسلسل “المال والبنون”، ما أدخله في أزمة نفسية حادة.

تخرج حمدي غيث في معهد التمثيل عام 1947 بتفوق، وسافر إلى باريس لاستكمال دراسته المسرحية، وهناك زامل الفنان نبيل الألفي، قبل أن يعود إلى مصر ليبدأ مسيرة فنية لا تُنسى.

محطات سينمائية وتلفزيونية لا تُنسى
في السينما، بدأ مشواره بفيلم “صراع في الوادي”، ثم تألق في أفلام “الناصر صلاح الدين”، “التوت والنبوت”، “أرض الخوف”، وجسد شخصية أبو سفيان في فيلم “الرسالة”. أما في الدراما، فقدّم أدوارًا خالدة مثل “الشيخ بدار” في “ذئاب الجبل”، و“الشيخ إبراهيم” في “خالتي صفية والدير”، و“عباس الضو” في “المال والبنون”.

حصل حمدي غيث على عدة جوائز، منها جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1985، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ليبقى اسمه خالدًا في سجل عمالقة الفن المصري، رغم أن حلمه الأكبر بتجسيد “الملك لير” لم يتحقق.