الواجهة الرئيسيةفن وثقافة

أم كلثوم و الموجي في المحكمة وجه لوجه

عندما جرّت أم كلثوم الموجي إلى المحكمة: قصة “للصبر حدود” التي بدأت بمزحة!

لم يكن من السهل أن تعمل مع كوكب الشرق، فالجودة والإتقان كانا شعارها الدائم، حتى لو اضطرها الأمر إلى رفع دعوى قضائية على أحد كبار الملحنين! وهذا ما حدث فعلًا مع الموسيقار محمد الموجي في واحدة من أغرب القصص التي شهدها الوسط الفني.

بدأت الحكاية عندما عرض الموجي كلمات أغنية “للصبر حدود” التي كتبها الشاعر عبد الوهاب محمد على أم كلثوم، فأعجبتها كثيرًا، لكنها اشترطت أن يكون هو من يلحنها. وافق الموجي، لكنه قرر تأجيل التلحين لبعض الوقت، فوضع الكلمات في درج مكتبه، وتركها هناك ستة أشهر كاملة!

في كل مرة كانت تسأل أم كلثوم عن اللحن، يرد عليها الموجي: “لسه ما لقيتش الفكرة المناسبة.. الصبر يا ست!”، حتى نفد صبرها تمامًا، وقررت أن تطبق عليه كلمات الأغنية عمليًا، فأرسلت له إنذارًا رسميًا على يد محضر لاستدعائه إلى المحكمة بسبب تقاعسه عن تنفيذ الاتفاق!

تفاجأ الموجي بالدعوى القضائية، لكنه دافع عن نفسه أمام القاضي بأن التلحين عملية إبداعية لا يمكن إجبار الفنان على إنجازها بموعد محدد. اقتنع القاضي بحجته، لكنه نصحه بحل المشكلة وديًا مع الست، لأن “المحكمة مش فاضية للموسيقيين”!

وبالفعل، توجه الموجي مباشرة إلى فيلا أم كلثوم، غاضبًا مما فعلته، لكنه فوجئ بها تستقبله بابتسامة ساخرة قائلة: “أنا قلت برضه المحكمة هي اللي حتجيبك!”

رغم أن الموقف كان مجرد مزحة ثقيلة من أم كلثوم، إلا أن أثره ظل عالقًا في نفس الموجي، ما جعله يدخل في جدالات فنية معها حول اللحن، انتهت أخيرًا بموافقتها على رؤيته الموسيقية. وهكذا، خرجت أغنية “للصبر حدود” إلى النور، وأصبحت واحدة من أروع أعمال أم كلثوم التي قدمتها لأول مرة عام 1964 على مسرح الأزبكية، في ليلة لا تُنسى من ليالي الطرب الأصيل.

حادثة فريدة من نوعها، تثبت أن المزاح مع كوكب الشرق لم يكن أمرًا مأمون العواقب، لكنها أيضًا تكشف عن مدى حرصها على تقديم الفن بأعلى مستوى من الاحترافية.. حتى لو كلفها الأمر جرجرة كبار الملحنين إلى المحكمة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى