مقالات

برقيات… جيهان عبد الرحمن تكتب فكرة تدعمها دولة

علي مدار يومين متتابعين كانت احتفالات الجامعتين الألمانيتين GIU بالعاصمة الإدارية الجديدة والثانية GUC بالقاهرة الجديدة. والمناسبة مرور 100 عام علي إنشاء DAAD الهيئة الألمانية للتبادل العلمي ( 1925- 2025).

الاحتفال لم يكن عاديا، ليس فقط لمستوي الحضور ودقة التنظيم، لكن ايضا للسخاء الواضح والدعم الكبير للطلاب النوابغ المتفوقين من أبناء الجامعتين حيث حصل 198 طالب وطالبة من الألمانية الدولية GIU علي منح دراسية كاملة إضافة لما حصلوا علية مسبقا من منح نظير تفوقهم، الي جانب منح 490 من نظرائهم طلاب الالمانية الدولية بالقاهرة الجديدة GUC وهو عدد لو تعلمون كبير.

صحيح ان هيئة التبادل العلمي DAAD علي مدار مائة عام تمنح سنويا مايقرب من 15 الف طالب وطالبة من جميع انحاء العالم منح كاملة. وانها علي مدار عمرها المئوي منحت نحو 3 مليون حول العالم. لكنها اختارت ان يكون باكورة احتفالها من مصر وذلك لما بين البلدين من تعاون علمي وتاريخي كبير بدأ في القرن التاسع عشر عندما أرسلت المانيا بعثات علمية الي مصر للبحث في الاثار واللغة والثقافة المصرية القديمة حين زار مصر عام 1842 المستكشف الالماني ريتشارد ليبسيوس لدراسة الاثار. ثم توالت العلاقات من معهد الاثار 1907 الي معهد تعاون علمي 1959 الي برنامج تعاون علمي 1970 الي عام مصري الماني

يبدو ثمة رابط قوي يجمع بين جميع قصص النجاح التي عادة ما تبدا بفكرة أو حلم راود أحدهم وأمن به وسعي خلفة بل ووجد من يدعمه فما بالكم لو كان الداعم في حجم دولة ولا نقول جامعة

هذا ما فعلته دولة ألمانيا حين قررت عام 1924 منح عدد قليل من الأكاديمين المتفوقين منح دراسية إلي الولايات المتحدة الأمريكية وكان من بينهم كارل فريدريش من جامعة هايدلبرغ الذي طالب بعد عودته لألمانيا بمزيد من المنح حيث اكتشف أهمية التبادل العلمي وأثره في تغير وجه العالم إلي الافضل ومن هنا كبرت الفكرة وتم إنشاء هيئة التبادل العلمي التي تأسست عام 1925 واستمرت حتي يومنا هذا.
الفكرة ذاتها راودت دكتور اشرف منصور رئيس مجلس امناء الجامعة الالمانية بالقاهرة حين كان طالبا للدكتوراه بجامعة( أولم )وحلم بنقل تجربة التعليم الالماني الي مصر ونجح في نقل فكرته وحلمه وحماسة الي دوائر صنع القرار هناك وحظي بدعم الدولتين ليفتح المجال امام أبناء مصر بل وأفريقيا كلها لأهم جامعتين ناقلتين للعلم العابر للحدود.
كان فخورا جدا وهو يذكر للحضور والطلاب وأولياء امورهم بأنه كان من حصلوا علي منحة DAAD قبل 36 عاما ومن قبلة بعامين حصل عليها دكتور سليم عبد الناظر رئيس الجامعة الالمانية الدولية, ولعل ذلك ما فتح شهية بروفيسور يوليوس جورج لوي رئيس مجلس امناء الجامعة الالمانية الدولية وسفير المانيا الاسبق في مصر ليعلن أنه هو الأخر حصل عليها عام 1977 في تخصص القانون الدولي اي قبل 58 عام.

نفس المنطق كان من نصيب رابطة خريجي الهيئة الالمانية للتبادل العلمي في مصر التي تحتفل بدورها بمرور 25 عاما علي تأسيسها منذ عام 1999 حيث فكر دكتور منصور مع مجموعة من الباحثين الحاصلين علي منح DAAD ان يكن لديهم رؤية و يجمعهم هدف و رابطة لاستمرار تطوير إمكاناتهم العلمية.

العلم والبحث العلمي لا سقف له ،ولهذا كان مؤتمر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العلوم والتعليم. في ختام اليومين الذي بحث في الأطر الاخلاقية الإنسانية والقانونية التي تحكم الزحف التكنولوجي العظيم واستخدامات ال AI الذي بات جزء من حياة البشر، المؤتمر حضرة يورجن شولتس السفير الألماني في مصر وكاي زيكس الامين العام للهيئة الالمانية للتبادل العلمي , د. ليزيت أندرية مديرة إدارة التعليم العالي لمنطقة أوروبا بالوزارة الفيدرالية للتعليم والبحث العلمي ومن قبلهم كان هناك زيارة رسمية قبل عدة اشهر من قبل الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير للجامعة الالمانية الدولية. حيث يتحرك رئيس الدولة لدعم فكره. قد فعلها قبله عام 2003 يوهانس راو رئيس المانيا مع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في افتتاح الجامعة الألمانية بالقاهرة GUC.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى