تطوير شريحة دماغية تُحدث ثورة في تفاعل البشر مع العالم
![](https://i0.wp.com/number1.news/wp-content/uploads/2025/02/1964085_0.jpg?resize=674%2C470&ssl=1)
أعلنت شركة بارادرو ميك المتخصصة في تكنولوجيا الرقائق الدماغية عن تطوير شريحة دماغية دائرية جديدة أطلق عليها اسم “كونكسوس” خلال مؤتمر لياب 2025 للتكنولوجيا في العاصمة السعودية الرياض.
وقال مات أنجل الرئيس التنفيذي ومؤسس الشركة إن هذه الشريحة ستُغير تمامًا طريقة تفاعل الإنسان مع العالم عبر مجرد التفكير.
واوضح أنجل أن هذه الشريحة تأتي لتلبية احتياجات الأفراد الذين يعانون من إعاقات حركية نتيجة أمراض مثل التصلب الجانبي الضموري (ALS) أو إصابات الحبل الشوكي أو السكتات الدماغية.
هؤلاء الأشخاص يواجهون صعوبة في التعبير عن أنفسهم سواء مع العائلة أو الأصدقاء أو حتى في تلبية احتياجاتهم اليومية، حيث يصبح من المستحيل عليهم التحدث أو استخدام الحاسوب.
واشار أن الشريحة التي طورتها “بارادرو ميك” تحت اسم “كونكسوس” هي نظام مبتكر لواجهة الدماغ مع الكمبيوتر (BCI) يُمكّن الأفراد من استعادة قدرتهم على التواصل والتحكم في الأجهزة الرقمية عبر تحويل إشارات الدماغ إلى نص مكتوب أو كلام صناعي أو حتى التحكم في المؤشر على شاشة الكمبيوتر.
من جانبه، تحدث الدكتور فيكاش جاليجا مدير البحث في “بارادرو ميك” قائلاً إن الفريق البحثي الذي طور هذه الشريحة يمتلك أكثر من 30 عامًا من الخبرة في مجال واجهات الدماغ مع الكمبيوتر، مما منح الشركة القدرة على تقديم شريحة “كونكسوس” التي تتمتع بقدرات متقدمة مقارنةً بما هو موجود في السوق.
وأوضح فيكاش أن هذه الرقائق تركز بشكل رئيسي على التطبيقات الطبية مشيرًا إلى أن المواد المستخدمة في تصنيع الشريحة تهدف إلى ضمان أعلى مستوى من الأمان.
تمتاز شريحة كونكسوس بتصميم متقدم يجعلها غير مرئية من الناحية التجميلية حيث تُزرع تحت الجلد دون أي آثار مرئية، وهي مصنوعة من سبيكة من التيتانيوم وأقطاب كهربائية مكونة من مزيج من البلاتين والإيريديوم، ومعادن تُستخدم في العديد من الزرعات الطبية لضمان السلامة والاستدامة.
تتضمن الشريحة 421 ميكروإلكترودًا مما يسمح بتسجيل كميات ضخمة من البيانات العصبية من داخل الدماغ باستخدام تقنيات معالجة متطورة ومسجلة ببراءات اختراع.
كما تم تصميم الشريحة من مواد حيوية تتوافق مع الأنسجة الدماغية لتقليل أي آثار جانبية غير مرغوب فيها.
تستطيع الشريحة تسجيل وفك تشفير الإشارات العصبية بسرعة بيانات غير مسبوقة مما يسمح للمستخدمين بالتواصل بسرعة طبيعية عبر تحويل أفكارهم إلى نص مكتوب أو كلام صناعي.
كما يمكنها محاكاة تعقيدات التفاعل مع لوحات المفاتيح والفأرة للتحكم السهل والدقيق في الأجهزة الرقمية مثل الكمبيوترات والهواتف الذكية.
تبدأ عملية تركيب الشريحة بعملية جراحية دقيقة يقوم بها جراح أعصاب لزرع النظام الدماغي تحت الجلد.
ويتكون النظام من وحدة قشرية تُثبت على جدار الجمجمة الخارجي مع جهاز إرسال داخلي يُزرع في الصدر ووصلة مرنة تربط بينهما.
بعد الزرع تمتد الأقطاب الدقيقة عبر سطح الدماغ لالتقاط الإشارات العصبية من القشرة الدماغية المسؤولة عن التحكم في الحركة.
تُرسل هذه الإشارات عبر سلك مرن إلى جهاز إرسال داخلي في الصدر الذي ينقل البيانات لاسلكيًا عبر الجلد إلى جهاز استقبال يرتديه المستخدم.
هذا الجهاز يستقبل البيانات ويغذي النظام عبر الشحن الحثي وهي تقنية مشابهة لتلك المستخدمة في شواحن الهواتف الذكية.
تصل البيانات إلى جهاز كمبيوتر صغير مزود بنماذج لغوية متقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليلها وترجمتها إلى نص مكتوب أو كلام صناعي أو حتى أوامر للتحكم في الأجهزة الرقمية.
أضاف فيكاش أن بارادرو ميك قريبة من الحصول على التراخيص اللازمة للبدء في التجارب السريرية لهذه الشريحة.