
في ليلة النصف من شعبان عام 21 هـ، سجّل التاريخ ملحمة بطولية لفارس دمياط “شطا بن الهاموك”، الذي أصبح أول شهيد دمياطي في مواجهة جيش القبط ونصارى العرب بقيادة “أبو ثوب”
بدأت القصة عندما تحصّن حاكم دمياط “البامرك” في المدينة بعد فتح مصر، فأرسل إليه عمرو بن العاص الصحابي المقداد بن الأسود على رأس أربعين فارسًا. رغم قلة عدد المسلمين، دارت معارك طاحنة انتهت بفتح دمياط بعد أن أسلم ابن القائد “الديرجان” ومعه ثمانون رجلاً، ثم انضم إليهم “شطا”، الذي تيقن من صدق الإسلام، وأعلن والده وجيشه إسلامهم.
لم تتوقف الأحداث، فقد تحرك “شطا” لمخاطبة “أبو ثوب” حاكم تنيس لدعوته للإسلام، لكنه فوجئ بعد إسلامه بجمع جيش من عشرين ألف مقاتل للهجوم على دمياط. قاد “شطا” المواجهة ببسالة وقتل 12 فارسًا، حتى اشتبك مع “أبو ثوب” في قتال طويل انتهى باستشهاده، لكنه سطّر بدمائه فجر النصر، حيث انتصر المسلمون وأُسر “أبو ثوب”، ليعلن إسلامه مجددًا.
ودُفن “شطا” في موقع استشهاده، ليصبح قبره مزارًا سنويًا في ليلة النصف من شعبان، تخليدًا لذكرى فارس دمياط وشهيدها الأول، الذي خطّ بدمائه أولى صفحات الفتح الإسلامي في الدلتا.