صلاح ومرموش كشفا الحقيقة..البطولات لا تصنع محترفين

لطالما روجت جماهير الأهلي لفكرة أن البطولات هي العامل الأساسي في رفع قيمة اللاعب وتمهيد طريقه نحو الاحتراف الأوروبي. لكن عند النظر إلى الواقع، نجد أن هذه النظرية لا تصمد أمام الأرقام والتجارب الحقيقية. فهل البطولات حقًا تضمن الاحتراف في الأندية الكبرى؟

كهربا.. من نجم منتخب مصر إلى صفقة بـ200 ألف دولار!

محمود عبد المنعم “كهربا” مثال واضح على أن البطولات لا تضمن ارتفاع القيمة السوقية للاعب. فرغم تتويجه بعدة بطولات مع الأهلي ومشاركته في كأس العالم للأندية، تراجعت قيمته السوقية إلى 200 ألف دولار فقط. وهو نفس اللاعب الذي كان نجمًا في الزمالك، وشارك في كأس العالم 2018، وكان يخرج للإعارة بملايين الدولارات في الدوري السعودي، حتى أنه حصل هناك على هدايا تفوق قيمة بيعه الحالية، وأشهرها السيارة الفاخرة التي أُهديت له بعد تسجيله هدفًا حاسمًا.

احتراف الأهلي.. استثناءات قليلة

لا شك أن الأهلي قدم بعض اللاعبين للاحتراف الخارجي، مثل هاني رمزي الذي لعب في ألمانيا، ومحمود حسن “تريزيجيه” الذي خاض تجارب في بلجيكا وإنجلترا، بالإضافة إلى مجدي عبد الغني ومحمد عبد المنعم. لكن بالنظر إلى حجم النادي وعدد بطولاته، فإن عدد المحترفين البارزين يبدو محدودًا مقارنة بالزمالك أو حتى أندية صغيرة مثل المقاولون العرب.

الزمالك مصنع النجوم في أوروبا

على الجانب الآخر، نجد أن لاعبي الزمالك الذين لم يحققوا نفس الكم من البطولات حصلوا على فرص احترافية أفضل. مصطفى محمد، أحمد سيد زيزو، أشرف بن شرقي، وفرجاني ساسي جميعهم شهدوا ارتفاعًا في قيمتهم السوقية وتألقوا خارج مصر. وتاريخيًا، خرج من الزمالك نجوم مثل ميدو، حازم إمام، عمرو زكي، شيكابالا، وجميعهم لعبوا في دوريات عالمية مثل إيطاليا، هولندا، فرنسا، إنجلترا والبرتغال.

محمد صلاح ومرموش.. أين دور البطولات؟

لكن المثال الأوضح على عدم ارتباط البطولات بالاحتراف هو محمد صلاح، الذي خرج من نادٍ مغمور مثل المقاولون العرب، دون تحقيق أي ألقاب محلية، ليصبح أحد أعظم اللاعبين في تاريخ الدوري الإنجليزي. وكذلك عمر مرموش، الذي انضم إلى مانشستر سيتي رغم أنه لم يحقق أي بطولة حتى الآن.

إعادة النظر في معادلة البطولات والاحتراف

إذا كانت البطولات تصنع النجوم، فلماذا لم تمنح ألقاب الأهلي القارية فرص احترافية كبرى لنجومه؟ ولماذا خرجت الأسماء الأبرز في الاحتراف الأوروبي من الزمالك أو حتى أندية صغيرة مثل المقاولون العرب؟ الأرقام والوقائع تثبت أن كرة القدم لا تُقاس بعدد الكؤوس، بل بالمواهب الحقيقية التي تلمع في أرض الملعب!