عُمر الشريف .. كيف أنقذ زواج أحمد رمزي بالصمت؟

في لقاء نادر جمع بين النجمة العالمية داليدا والفنان الأسطوري عُمر الشريف على شاشة التلفزيون الفرنسي عام 1981، كُشف النقاب عن إحدى أهم صفات “لورانس العرب” التي لم تكن موهبته التمثيلية فقط، بل قدرته الفريدة على الإنصات.
عندما سألته داليدا عن أفضل ميزة يراها في نفسه، لم يتردد الشريف في مشاركة موقف مؤثر مع صديق عمره، الفنان أحمد رمزي. ففي إحدى الليالي، فوجئ عُمر بطرق مفاجئ على بابه في التاسعة مساءً، ليجد رمزي في حالة غضب وتوتر شديد بسبب مشكلة مع زوجته. دخل رمزي المنزل دون مقدمات، وبدأ في الفضفضة بانفعال، لكن الشريف لم يقاطعه، لم يسدِ له النصائح، ولم يُبدِ أي أحكام، بل اكتفى بثلاثة أشياء فقط: همهمة بسيطة، هز رأسه بتأنٍ، ونظرات مُركّزة لم تفارق عيني رمزي.
بتلك البساطة، تحوّل الغضب إلى هدوء، ثم إلى ضحك، وبعد ساعتين فقط كان عُمر واقفًا في منزل رمزي، يشهد على تصالحه مع زوجته! عندها، أدرك الشريف أن أهم شيء يحتاجه الإنسان وسط مشاكله ليس دائمًا الحلول، بل مجرد إنصات صادق.
الإنصات ليس رفاهية، بل ضرورة عاطفية ونفسية، وهذا ما تعكسه العبارة المنقوشة على مدخل مستشفى “جونز هوبكنز” للطب النفسي:
“عندما أطلب منك أن تنصت فتبدأ بإسداء النصح، فهذا يعني أنك لم تفعل ما طلبته منك. عندما أقول لك: إنصت، فكل ما أطلبه هو الإنصات. لا تتحدث، لا تفعل شيئًا.. فقط اسمعني.”
فهل نحن اليوم قادرون على منح الآخرين هذه الهدية البسيطة الثمينة؟