هل الدراما تشوّه صورة الإسلاميين وتتجاهل فضائح الفنانين؟
![](https://i0.wp.com/number1.news/wp-content/uploads/2025/02/%D9%A2%D9%A0%D9%A2%D9%A5%D9%A0%D9%A2%D9%A1%D9%A1%D9%A0%D9%A6%D9%A3%D9%A1%D9%A1%D9%A4%D9%A7%D9%A0-scaled.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
على مدار سنوات طويلة، وُجهت انتقادات حادة إلى الدراما والسينما، متهمةً إياهما بتشويه صورة الإسلاميين وإظهارهم في صورة الإرهابيين أو العابثين. في المقابل، يتساءل البعض: لماذا لا يقدم أهل الفن أعمالًا تكشف فضائحهم الخاصة، مثلما
يطالب هؤلاء بمسلسلات عن المخرج الذي استغل فتيات صغيرات وصورهن في أوضاع غير لائقة، أو عن الممثل الذي رفض الاعتراف بأبنائه، أو عن فنانين غارقين في وحل المخدرات والتحرش. وكأن الدراما تخشى الاقتراب من نجومها بينما تهاجم غيرهم دون هوادة!
لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، فالسينما المصرية لم تتردد يومًا في كشف فساد الوسط الفني نفسه قبل أن تهاجم غيره. في فيلم “المذنبون”، شاهدنا كيف قُدمت شخصية ثناء كامل، نجمة السينما، في صورة امرأة ساقطة تتاجر بجسدها مقابل المال والشهرة. لم يكن ذلك تجميلًا للواقع، بل كشفًا عاريًا لما يجري خلف الكواليس.
وفي فيلم “ثرثرة فوق النيل”، رأينا نجمًا سينمائيًا مدمنًا للحشيش والخمور، يحيط نفسه بعلاقات مشبوهة، وكأن حياته فوضى مستمرة. كما قدمت أفلام أخرى شخصيات لفنانين منحرفين ومدمنين مثل فيلم رشه جرئيه الذي قدم مخرج شاء جنسيا ، ما يؤكد أن الفن لم يتردد في فضح نفسه قبل أن يسلط الضوء على أي فئة أخرى.
إذن، هل الدراما منحازة ضد الإسلاميين، أم أنها تعكس جوانب مختلفة من الواقع، بما فيها فساد أهل الفن أنفسهم؟ الحقيقة أن الفن كان دائمًا سيفًا ذا حدين، يقطع في جميع الاتجاهات. فقبل أن ينتقده البعض ويتهمه بالانتقائية، عليهم أن يعترفوا بأنه لم يكن يومًا في مأمن من نقد نفسه!