الواجهة الرئيسيةفن وثقافة

هل تتخلي مصر عن قواها الناعمة… السينما بعد الكرة؟

لم يكن مشهد نجوم السينما المصرية في أحد التجمعات الفنية خارج البلاد سوى انعكاس لواقع أصبح أكثر وضوحًا… مصر، التي تمتلك كل أدوات صناعة السينما من نجوم وكتّاب ومخرجين ومدينة إنتاج إعلامي ضخمة، تترك الساحة لغيرها، وكأنها تتخلى عن واحدة من أهم صناعاتها، التي كانت تُدر دخلًا قوميًا كبيرًا وتحقق ريادة ثقافية وفنية على مستوى العالم العربي.

مصر ليست مجرد دولة في مجال السينما، بل هي ثالث أقدم صناعة سينمائية في العالم بعد أمريكا والهند، لكن ما يحدث الآن يطرح تساؤلًا: لماذا لم تعد السينما المصرية قادرة على جذب نجومها وإنتاج أعمال ضخمة كما كان الحال في الماضي؟

كرة القدم كانت البداية، حيث فقد الدوري المصري بريقه ، وأصبح غير مرغوب فيه حتى من المصريين أنفسهم، بينما تحولت المشاهدة نحو الدوريات الأوروبية، في الوقت الذي استثمرت فيه السعودية بقوة لتصبح الوجهة الأولى للنجوم. والآن، يبدو أن السينما تسير في الطريق ذاته، وسط حالة من التجاهل لخطورة فقدان القوة الناعمة لمصر.

السينما، سواء شئنا أم أبينا، تشكل وعي الناس، وإذا لم تكن السينما المصرية هي التي تساهم في ذلك، فلماذا يُتهم محمد رمضان مثلًا بأنه يروّج للبلطجة؟ إذا تركت المجال لغيرك ليصنع محتواك، فلا تلومن إلا نفسك عندما تُفرض عليك ثقافة ليست ثقافتك.

المفارقة أن مصر، حين أرادت إنتاج مسلسل ضخم مثل الاختيار، جمعت كبار نجومها في مشهد واحد لم يكن لأي منتج أن يحققه في السينما بسهولة. فلماذا لا تدرك مصر قيمة أدواتها وقوتها الناعمة؟ هل تتخلى عن السينما كما تخلت عن كرة القدم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى