الواجهة الرئيسيةمقالات

إيهاب شعبان يكتب : قرار الأهلي سئ وتوقيته أسوأ

اختار الأهلي أسوأ توقيت على الإطلاق في تصعيد الأزمة الكروية المصرية ، اختار توقيت لقاء القمة التي يتابعها الملايين من المصريين والعالم العربي ليعري الكرة المصرية فى يوم عرسها ، وهو كبيرها المفروض ، أعلن عن عدم مشاركته في القمة 130 قبلها إنطلاقها بساعات قليلة ليضيع الفرصة على أي جهود مخلصة لإنقاذ الوضع السئ والمشهد العبثي الذى شاهدناه وشاهده معنا العالم .
صحيح الأهلي كان له رؤية منطقية في استعراض الأزمات التي تعاني منها الكرة المصرية وكتب ذلك في بيان نشر صباح يوم المباراة وهو أراه غير موفق في صياغته وأسلوبه ، والذى نندهش له ونتوقف عنده .. وهو : هل يظن مسؤولو الأهلي أنه بهذا البيان وهذا الانسحاب وهذا المشهد الذى يرفضه الكثيرون من الأهلوية العقلاء سيحل الأزمة الضاربة في جذور الكرة المصرية في ساعات أو حتى أيام أو أسابيع ؟؟ وهل ما فعلوه أرضى غرور تلك الجماهير المخلصة التى ذهبت إلى المدرجات بحماسها ودفوفها تشجع فريقها البطل ولم تجده ؟؟ !!
هل هذا التوقيت من عمر الدوري الذى ينافس عليه الأهلي بقوة مع بيراميدز لتصعيد هذه الأزمة مناسبا ؟
ماأراه الأن هو أشبه بهجمة فوضوية عنترية من رجال القلعة الحمراء ، مع كامل الاحترام لكل الأراء التي تشيد به وتقول أن الأهلي يفعل فعلته وهجمته بعد دراسة ويعلم نتائجه .. لاداع لتصوير الأمر على أنه تصرف سليم .. الأهلي لايحتاج لأحد ينافقه ليقال عنه كبيرا فهو كبير بالفعل ، ولكن قرار الانسحاب سئ وخاطئ ألف في المئة ، ومجلس إدارته أساء التصرف وفتح على نفسه تيار ضده مثلما فعل في أزمة فيلمه الإعلاني مؤخرا ، ونحن هنا ننتقد القرارات وليس الكيان ، مثلما انتقدنا من قبل الزمالك حينما انسحب منذ سنتين من لقاء القمة .. الأمر حقيقي عبثى .
الأن على السوشيال ميديا خلايا إلكترونية هائلة كل يدلو بدلوه ليرمي الخطأ على اتحاد الكرة وعلى رابطة الأندية وتكوين رأي عام بذلك ليظهر قرار الأهلي بأنه قرار بطولي ، والحقيقة هي أن جميع الأطراف وقعوا في الخطأ بدرجات متفاوتة .. ولكننا نتسائل أيضا ، أين كانت هذه الخلايا الهائلة حينما جرت انتخابات اتحاد الكرة وانتهت بالتزكية ، وأين كانت عندما ولدت رابطة الأندية بتشكيل غريب وغير مقنع ، الإجابة هي إنها كانت نائمة وكانت في انتظار الرؤية بمدي ولاء الاثنين وإلى أي اتجاه ستكون المصلحة !! وعندما جاءت في غير صالح الأهلي اصبح أبوريدة سيئا وأحمد دياب غير مناسبا مع إن الاثنين موجودين على الساحة وتم التجديد لهما سواء بالانتخاب أو بالتمديد فلماذا لم يظهر منافسا واحدا وقت الجد ؟! .
أيها السادة الكرام .. لا يجب أن نمسك العصا من المنتصف ، ونضع كالنعام رؤوسنا في الرمال ، الأهلي أخطأ ويجب ان تطبق عليه اللائحة ، وبلاش نغمة أن البلد ستنام حزينة ، فالدولة أكبر من أي أحد وتحت سمائها يعيش الجميع والكل سواسية .
علينا أن نمر من هذا المشهد العبثي بأقل الخسائر الممكنة بعد الفضيحة التي شهدها العالم عبر الفضائيات وبمذيع إماراتي جئنا به للتعليق على المباراة لكنه لسوء حظه جاء ليوصف واحد من أسوأ المشاهد الكروية المصرية .. لا مناص من محاسبة الخاطئ .. وأن يؤدي كل مسؤول دوره .. إنها فرصة العمر ليعرف كل واحد حجمه وحدوده ولتكون بداية لفرض القانون واللوائح على الجميع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى