فن وثقافة

دياب..المطرب الشعبي الذي تفوّق على نفسه في التمثيل

عندما بدأ دياب مشواره الفني، عرفه الجمهور كمطرب شعبي يمتلك صوتًا قويًا وأغاني حققت نجاحًا واسعًا، لكن مع دخوله عالم التمثيل، أثبت أن موهبته تتجاوز حدود الغناء. اليوم، يمكن القول إن نجاحه كممثل قد تفوّق على نجاحه في الغناء، والسر في ذلك يعود إلى ذكاء الاختيار ومهارة الأداء.

من نجم الأغنية الشعبية إلى ممثل بارع

دياب يدرك جيدًا أن النجاح في التمثيل لا يعتمد فقط على الشهرة، بل على قوة الأدوار وتأثيرها. لهذا، تجده يختار الشخصيات المركبة التي تحمل طابعًا رماديًا أو شريرًا، مما يمنحه فرصة لإظهار قدراته التمثيلية.

في مسلسل تحت الوصاية (2023)، قدّم شخصية “صالح”، الرجل الذي لم يتردد في الدعاء داخل المسجد ليبقى والده على قيد الحياة، فقط ليظل هو صاحب السلطة والوصاية. مشهد بسيط، لكنه كشف عن مدى إتقانه للشخصية وإقناع الجمهور بها.

أما في قلبي ومفتاحه (2025)، فقد لعب دور “أسعد”، الزوج الذي يحب زوجته بطريقته الخاصة، لكنه لا يهتم برغباتها أو مشاعرها. أحد المشاهد التي أبرزت ذلك عندما أخذها إلى مطعم للمشاوي وفواكه اللحوم دون أن يسألها عن رغبتها، وهو تفصيل بسيط لكنه يعكس عمق الشخصية.

ممثل بدرجة باحث نفسي!

ما يجعل دياب ممثلًا مميزًا هو المذاكرة الدقيقة لكل مشهد. في قلبي ومفتاحه، قدم أداءً عبقريًا في مشهد البكاء والانكسار، وخصوصًا في الحلقة الأخيرة “موعد على العشاء”، حيث حاول الظهور متماسكًا رغم أن مشاعره كانت خليطًا من الحزن، الغضب، والخيانة التي تركت داخله جرحًا لا يندمل.

الحضور القوي والتلقائية الساحرة

دياب لا يعتمد على الصراخ أو المبالغة، بل يمتلك حضورًا طاغيًا يجعلك مترددًا بين التعاطف معه أو كرهه. منذ أيام كلبش وحتى اليوم، أثبت أنه ليس مجرد مطرب يخوض تجربة التمثيل، بل نجم درامي حقيقي قادر على خطف الأضواء بسهولة. ربما لم يتوقع أحد أن يصبح ممثلًا ناجحًا إلى هذا الحد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى