الواجهة الرئيسيةفن وثقافة

ذكري رحيل أحمد زكي..إمبراطور السينما ورئيس جمهورية التمثيل

تحلّ اليوم ذكرى رحيل أحمد زكي، ذلك النجم الذي لم يكن مجرد ممثل، بل حالة فنية متفردة، جعلته واحدًا من أعظم نجوم الشاشة المصرية. بصوته الأجش، وعينيه المعبرتين، وحضوره الطاغي، استطاع أن يتربع على عرش السينما، ليتحول إلى “إمبراطور” لا يُنافس، و”رئيس جمهورية التمثيل” بلا منازع.

ثنائي الأحلام مع سندريلا الشاشة

شكل أحمد زكي ثنائيًا ذهبيًا مع سعاد حسني، فتاة أحلام الجميع، والسندريلا التي أضفت سحرًا خاصًا على أعماله. جمعهما التمثيل والحلم بالفن الحقيقي، وقدما معًا أفلامًا أيقونية مثل:

  • “شفيقة ومتولي” (1978) – دراما ملحمية عن الظلم والقهر.
  • “موعد على العشاء” (1981) – قصة حب انتهت بمأساة مؤثرة.
  • “الراعي والنساء” (1991) – آخر أفلام سعاد حسني، حيث قدم الثنائي أداءً لا يُنسى.
    كما تشاركا في “هو وهي”، المسلسل الوحيد في مسيرتها، والذي كشف عن كيمياء نادرة بينهما على الشاشة. وكان من المفترض أن يجمعهما فيلم “الكرنك”، لكن المنتج رفض أحمد زكي، ليخسر الجمهور رؤية هذا الثنائي في واحدة من أعظم كلاسيكيات السينما.

سينما خلدته بين الأساطير

لم يكن أحمد زكي مجرد فنان بارع، بل كان عبقريًا في تجسيد الشخصيات، ما جعله يتصدر قائمة أفضل ممثل في تاريخ السينما المصرية بعد العملاقين شكري سرحان وصلاح ذو الفقار. كما نجح في أن يكون الأكثر حضورًا في قائمة أفضل 100 فيلم مصري، حيث حجز لنفسه ستة أماكن بأفلامه الخالدة:

  1. زوجة رجل مهم – دراما نفسية عن السلطة والفساد.
  2. أحلام هند وكاميليا – واقعية قاسية عن معاناة البسطاء.
  3. البرئ – صرخة سينمائية ضد الظلم والاستبداد.
  4. الحب فوق هضبة الهرم – حكاية عن الحب والأحلام المجهضة.
  5. إسكندرية ليه – تعاون مع يوسف شاهين في تجربة سينمائية فريدة.
  6. أبناء الصمت – ملحمة بطولية عن حرب الاستنزاف.

بصمته على المسرح والتلفزيون والإذاعة

رغم عشقه للسينما، تألق أحمد زكي أيضًا على خشبة المسرح، حيث قدّم أعمالًا مميزة مثل “مدرسة المشاغبين” و**”العيال كبرت”، ليصبح جزءًا من ذاكرة المسرح المصري. وفي الدراما التلفزيونية، خطف القلوب بمسلسلات مثل “الأيام” الذي جسد فيه حياة طه حسين، و“هو وهي”** الذي قدّمه بجانب سعاد حسني.

أما في الإذاعة، فقد ترك بصمات خالدة من خلال أعماله المميزة، والتي قدم فيها أداءً صوتيًا مذهلًا، أبرزها:

  • “في سبيل الحرية”
  • “غرام صاحبة السمو”
  • “دموع صاحبة الجلالة”
  • “أوراق ضاحكة”
  • “رصاصة في القلب”

النهاية التي لم تكتمل

كان أحمد زكي يحلم بإنهاء فيلمه “حليم” قبل أن يرحل عام 2005، لكنه ترك إرثًا فنيًا لا يزال يدهشنا حتى اليوم. فرغم غيابه، لا يزال حاضرًا بأعماله الخالدة، وأدواره التي حفرت اسمه في سجل الأساطير.

اليوم، ونحن نستعيد ذكراه، نتأكد أن أحمد زكي لم يكن مجرد نجم.. بل كان “إمبراطور السينما” و”رئيس جمهورية التمثيل” الذي لن يُنسى أبدًا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى