علموا أولادكم السباحه

الكابتن /محمد زهير نجبه
تعليم شخص ما السباحة يُعد من الأمور المبهجة والتي تشعرك بالإنجاز، ولكنه في الوقت نفسه عملية صعبة تحتاج إلى الكثير من التركيز ومعرفة ما الذي يجب عليك تعليمه للشخص وكذلك الانتباه للمُتدرب طيلة الوقت والحرص على السباحة على نحو صحيح بالإضافة إلى الاهتمام بسلامته. إذا كنت مهتمًا بتعليم شخص ما السباحة فيجب أن تعرف أنك الآن ستصبح مدربه وسيصبح هو تلميذك، وكل ما يتبقى لكما هو الانطلاق نحو الماء للتعلم.
حدد قدراتك على التدريب. يُفضل أن يتعلم الشخص السباحة على يد مُدرب متخصص حاصل على شهادة في التدريب أو على يد مُختص الإنقاذ أو تحت إشرافه، ولكن يُمكن تعليم السباحة أيضًا على أيدي الأشخاص المهرة غير المتخصصين طالما كانوا يتحلون بالمهارة والثقة والقوة والقدرة على التعليم، والأهم من كل ذلك هو تحليهم بالصبر حيث إنها عملية تتطلب بعض الوقت.
إذا كانت لديك رهبة تجاه الماء فمن المُرجح أن تنقل خوفك هذا إلى المتدرب مهما كانت محاولات لإخفائه
قد لا تتذكر كيف تم تعليمك السباحة حيث إن السباحة عادة ما نتعلمها في سن صغير ويصعب علينا تذكرها بعد مرور السنين، وقد تتذكر بعض الأجزاء العالقة بذهنك إلى الآن.
كن على دراية بأن بعض أساليب التدريب القديمة قد تكون غير مناسبة الآن. اختلفت الأساليب في تدريب السباحة مع مرور السنوات، كما أن بعض الطرق في التدريب قد تكون لها نتائج سلبية، ولهذا فمن الضروري أن يتم تجنبها.
“طريقة اسبح أو اغرق”. هذه الطريقة تُعرف باسم طريقة الفايكينج، وتعتمد على إجبار الشخص على النزول في الماء العميق (ربما القيام بإلقائه) والاعتماد على خوفه ومكافحته في النجاة على اكتشاف طريقة السباحة سريعًا إلى أن يصل إلى الجانب الآمن. في الواقع تتسبب هذه الطريقة في زيادة حالة التردد التي قد يشعر بها المتدرب وتخلق حالة من فقدان الثقة في مدربه، كما أنه سيسبح من أجل النجاة لا من أجل التعلم ناهيك عن احتمالية غرقه بالفعل.
تجنب استعمال مصطلح “غير مُعرض للغرق”. لا تعني القدرة على السباحة أن الشخص غير مُعرض للغرق، حيث إن الكثير من حوادث الغرق قد أصابت أشخاصًا يستطيعون السباحة بالفعل، ولهذا فإن هذا المصطلح خاطئ.
اطلب من المُتدرب أن يطفو وأن يغطس على نحو مثالي. تتطلب بعض برامج السباحة القدرة على الطفو والغطس، وعلى الرغم من كونها مهارات ضرورية لتعلم السباحة إلا أن هناك بعض الأشخاص القادرين على السباحة لا يتحلون بالمهارة في الطفو والغطس على نحو مثالي. إذا كان الهدف هو تعليم المُتدرب السباحة فعليك بالتركيز على هذا الهدف.
قد لا يتمكن الأشخاص النحيفون أو أصحاب العضلات من الطفو على نحو جيد، في حين يتمكنون من السباحة بشكل لائق. تذكر أن العديد من السباحين الأولمبيين لا يطفون على نحو ممتاز.
يحتاج الغطس إلى لياقة ووضعية جسد محددة حيث لا يتمكن الكثير من الأشخاص من الحفاظ على أرجلهم مضمومة أثناء الغطس، ولكن في كل الأحوال لا يُعد الغطس أمرًا هامًا إذا ما كنت تنوي السباحة فقط أو في حالات الطوارئ.
اهتم بأن يشعر المتدرب بالراحة تجاه الماء. إذا لم يكن المتدرب قادرًا على السباحة ففي أغلب الأمر سيشعر بالقلق حيال الماء، وكلما زاد عمر المتدرب زاد تردده. ابدأ بتقديم المتدرب للماء من خلال التدرب في المنطقة الضحلة الآمنة بحمام السباحة.
لا تستعجل المتدرب على الشعور بالراحة تجاه الماء. لن تتمكن من تعليم المتدرب أي من مهارات الدفع والطفو والتحكم بالنفس وغيرها من مهارات السباحة إلا إذا شعر المُتدرب بالثقة الكافية ليرتاح في الماء ويشرع في الاستكشاف.
ابدأ في التعليم خطوة بخطوة. اطلب من المتدرب أن يبدأ بالخطوات التي يشعر تجاهها بالراحة ومن ثم انقل التدريب لمرحلة أخرى تدريجيًا، حيث إن الكثير من المتدربين الذين يهابون الماء بالفعل قد تمثل لهم خطوات بسيطة أمرًا كبيرًا.
يُمكنك أن تمسك بيد المتدرب (في حالة صغار السن) لتمنحه الشعور بالأمان وتقضي على قلقه.
يمكن للمتدربين الصغار السباحة في المناطق العميقة من الحمام طالما كانوا يرتدون العوامات حيث إنهم لن يتمكنوا من الوصول إلى عمق المنطقة في كل الأحوال سواء كانت المنطقة ضحلة أو عميقة (وهي في كلا الحالتين خطيرة بالنسبة لسنهم). في واقع الأمر، هذه الطريقة في التعليم تمنع خلق حالة من الرهبة تجاه أعمق نقطة بالحمام لاحقًا حيث يعتاد الطفل المتدرب على السباحة في كلا المنطقتين.
دع المتدرب يتمسك بك إلى أن يصبح على استعداد للتخلي عنك. اترك له مساحة تقرير الوقت الذي يتركك فيه بدلًا من تقريرك أنت لذلك حتى تخلق بينكما حالة من الثقة المتبادلة.
يتبع…
