خالد عبد العزيز يتسائل : هوَّ “عبد الحليم” مات ؟!

المهندس خالد عبد العزيز رئيس الهيئة الغليا لتنظيم الإعلام له مقالات وإسهامات رائعة فى مقال الكتابة ، وهو مهتم بشأن الفن والثقافة والرياضة .. اليوم .. كتب على صفحته الشخصية بالفيس بوك مقالا سريعا عن ذكرى وفاة الفنان الراحل المطرب الأسطورة عبد الحليم حافظ .
وفيمايلي ما كتبه :
هوَّ “عبد الحليم” مات ؟!
في مساء يوم ٣٠ مارس ١٩٧٧، وكنت طالباً فى كلية الهندسة ، و في أثناء المذاكرة ، أزعجني جرس التليفون قبيل منتصف الليل .
– ألو ، مين حضرتك؟
– ممكن أكلم الأستاذ “محمود”؟
وكان المتحدث يقصد والدي المرحوم “محمود عبد العزيز” مدير تحرير جريدة “الأهرام” فى ذلك الوقت .
– نقول له مين؟
-الأهرام .
وسمعت والدي يقول : في الصفحة الأولى طبعاً، وصورة كبيرة . وابقى كلمني تاني، وقفل السكة .
وقال لي متأثراً “عبد الحليم” مات .
قلت فى نفسي – وأنا ١٨ سنة- هو “عبد الحليم” ممكن يموت ؟!
“عبد الحليم” ممكن يمرض،ممكن يدخل المستشفى ، ممكن يقولوا مش حيعيش أكتر من سنة ، الفنان “إبراهيم خان” يطلع يقول إنه مات، زي في فيلم “حكاية حب”، لكن فى النهاية بيرجع تاني في الآخر، ويعيش سعيد مع حبيبته بطلة الفيلم، أو ممكن فتاة ضحكتها حلوة تفوت جنبه، لكن في الآخر ترجع تقول له “أنا من الأول بأضحك لك يا أسمراني”.
مات ؟! يعني إيه؟! يعني عبد الحليم مش حيغني الشهر الجاي في حفلة شم النسيم ؟
أكيد هو محضر أغنية جديدة وحنسمعها منه، إزاي؟ مش عارف، وسببت لي وفاة “حليم” ألماً نفسياً بلا شك ، لأنني كنت و مازلت من عشاق صوته وذكائه وإبداعه الفني .
الغريب، والذي مازلت متأثراً به حتى الآن. إن والدي وعبد الحليم كانا من نفس العمر، وبينهما شهور قليلة ، وبعد وفاة “حليم” ب٣ شهور وفي يونيو، من نفس العام ١٩٧٧ أيضاً، مات والدي فجأة، فى حادث سيارة في طريق الأسكندرية الصحراوي، عند عودته والأستاذ علي حمدي الجمال رئيس تحرير الأهرام في ذلك الوقت، من مؤتمر صحفي للرئيس السادات، عقده فى إستراحته بالمعمورة.
وعندما عشت هذه الظروف الحقيقية الصعبة، وهذه الإجراءات والمراسم الثقيلة، وأنا ١٨ سنة . تأكدت إن “عبد الحليم” مات ولن يعود، فقد مات من هو أقرب وأحبّ لي منه، وأيضاً لن يعود.
لكن إبداع وفن وصوت “حليم” لم ولن يموت .
وكذلك دماثة خلق، وابتسامة، ونصائح وذكرى “أبي”.
اليوم ٣٠ مارس ،في ذكرى رحيل “حليم” .