إيهاب شعبان يكتب : مات “أبو الأشبال” فدفع الأهلي المليارات .. والضحية الأندية الشعبية

يدفع النادي الأهلي مبالغ كبيرة تصل إلى المليار جنيه وأكثر كل سنة لضم لاعبين جدد إلى صفوفه لتكوين فريق قوي قادر على الحصول على البطولات ، ويساعده على ذلك مجموعة من رجال الأعمال الذين لا يبخلون عليه بتقديم الملايين من الجنيهات والدولارات والريالات والدراهم .
ومن أجل ذلك يصطاد كشافوه والسماسرة المقتدرون أفضل اللاعبين الموهوبين ( من وجهة نظرهم ) من الأندية الأخرى التي تكتشف النشئ وتصقل مواهبه وتقدمه للأضواء ، وتقريبا الأهلي على مدار تاريخه ضم لاعبين من كل أندية مصر أغلبهم ينتمون للزمالك والإسماعيلي والمصري .. كما أنه أحيانا يستعيد لاعبين من أبنائه انتقلوا منه لأندية أخري بعد أن تنازل عنهم لأسباب مختلفة .
ورغم أن الفلسفة الكروية والنهج الإحترافي التي يتبعها النادي الأهلي مكلفة للغاية إلا أنها ترضي غرور مسؤولي القلعة الحمراء وتؤتي ثمارها في الفوز بالبطولات المحلية والأفريقية .
ولكن هذه الفلسفة وهذا النهج لها أيضا أضرارها وسلبياتها المؤثرة لا يجب أن يتم تجاهلها نوضحها كالتالي :
• الأهلي يقوم بالمضاربة ورفع سقف شراء اللاعبين ، وبالتالي فهو يصعب ويثقل على جميع إدارات الأندية وعلى نفسه عند سداد المقابل المادي لإنتقال اللاعب ، يعنى لاعب ثمنه ألف جنيه يشتريه بعشرة ألاف جنيه لقطع الطريق على من يزايد على ضم هذا اللاعب من أي ناد أخر ، وبالتالي أسعار الشراء لا تتناسب مع قيمة اللاعب الحقيقية في السوق المحلية ، بدليل أنه يتم بيعه فيما بعد بأسعار بخسة أو أقل بكثير من ثمن الشراء بعد فترة وجيزة .
ونوضح أن بورصة اللاعبين الحالية فاقت الحد المعقول ولا تتناسب مع الحالة الإقتصادية للبلاد ، واللاعب نفسه رغم جودته الكروية ( نادرا) لا يمثل سلعة مربحة يعنى لا يضيف أو يدخل أموالا بمفرده لصالح ناديه لتعويض ماتم الدفع فيه كما أنه غير مقبول أن يتم المساواة بين سعر اللاعب عند بيعه للخارج وعند شرائه داخليا ( دا سوق ودا سوق) .
• الأهلي بهذه الفلسفة وبهذا النهج يقتل المنافسة في البطولات المحلية لأنه يفرغ الفرق المنافسة من أفضل لاعبيها ويتسبب في ضعفها ، بدليل أنه يحسم الدوري الممتاز مثلا مبكرا وهو ماحدث كثيرا في مواسم عديدة الأمر الذى يضعف من مستوي المنافسات بالبطولات .
• الأهلي أيضا يتسبب في زيادة احتقان وغضب جماهير الأندية المنافسة عند كل مرة يستقطب ويغري ويضم لاعبين نجوم محليين ليسوا من أبنائه خصوصا من الأندية الجماهيرية كالزمالك والإسماعيلي مثلا ، ومن هنا يصعب فرض الروح الرياضية في المدرجات ، وإزداد الأمر إشتعالا بإنتشار السوشيال ميديا التي تؤجج نار التعصب والكراهية بين الجماهير بالتحفيل غير الحميد والخبيث .
• الأهلي يقتل طموح لاعبيه الناشئين والشباب الذين لا يجدون الفرصة الكافية لإكتساب الخبرة وصقل مواهبهم في ناديهم الذي تربوا بين جدرانه وهم براعم صغيرة حلم عمرهم اللعب مع الكبار ، علما بأن الأهلي كان معروف عنه سابقا أنه قلعة الناشئين في مصر ، وأنه من يمد الأندية بلاعبين أكفاء ، وهذه القلعة كان ناظرها الكابتن الراحل مصطفي حسين الملقب ب ” أبو الاشبال” وهو أسطورة حقيقية ، ولم يكن فقط مدرب وعين خبيرة لإكتشاف الموهوبين بل كان أبا حنونا ، ويدين له العديد من النجوم الكبار السابقين بالفضل فيما أصبحوا عليه الأن من شهرة ونجومية ، وهو كثيرا ما كان يساند اللاعبين الصغار خارج النادي ويدعمهم بمساعدة من شقيقه رجل الأعمال مختار حسين ، وشخصيا أعرف لاعبين كانوا يحصلون على رواتب شهرية منه ومنهم مثلا من تهدم منزله وقت زلزال 1992 .. رحمة الله على أبو الأشبال وأطال الله في عمر مختار حسين .
أخيرا .. نقول ذلك لأن استمرار الحال كما هو عليه ليس في صالح الأندية والمسابقات المحلية مطلقا ، وليس في صالح الأندية الشعبية التي إختفت وتاهت وبعضها أغلق أبوابه ، كما أن الأمر صار في صالح السماسرة وأصحاب السبوبات الذين فتحوا الباب على مصراعيه أمام اللاعبين الأجانب فوق السن وتحت السن بخلاف اللاعبين انصاف الموهبة، ولايجب أن يحدثنا أحد عن أن العالم يفعل ذلك لأن العالم لديه لوائح مضبوطة وحالة إقتصادية منتعشة ولديه نظام مالي نظيف لايطبق إلا في أوروبا ، فالأندية عندنا مديونة لطوب الأرض وتقترض من البنوك ولا تستطيع الصرف على الألعاب غير الكروية ورغم ذلك تلهث وراء لاعبين أنصاف موهوبين بأرقام غير منطقية .. فهل هذا مقبول ؟؟!!
إتحاد الكرة عليه الأن قبل غدا البحث عن حلول لفرض لائحة انتقالات مقبولة تحمي الأندية من جشع السماسرة ومن اللاعبين والأندية الطماعة ، يجب ان يكون هناك انتقالات محدودة وميزانية معروفة وسقف مالي محدد عند الشراء .