مقالات

نافذة الجزائر على….. الخريطة السياحية

مريم عرجون

نافذة الجزائر على العالم، القرية السياحية “حورية تيڨزيرت” تضع المدية على الخريطة السياحية:
في لوحة فنية لا تنس، تُولد فكرةٌ تُعيد تعريف مفهوم السياحة، تلك المدينة السياحية التي تُشبه حلمًا خالدًا، تُلامس الروح وتُغذي الخيال، حيث تُصبح الرحلة أكثر من مجرد زيارة، بل تجربةٌ تُعيد اكتشاف الذات والطبيعة في آنٍ واحد.
المدينة السياحية “حورية تيڨزيرت” ليست مجرد مشروع، بل هو مُقَام يُعانق العمارة الفريدة، حيث تُصبح كل زاوية لوحةً فنية، وكل ممرٌ قصةً تُروى، و تُجسد الثقافة، والتراث في أبهى صورهما، وتُعانق الحداثة بروحٍ عصريةٍ لا تُفارق الأصالة، التي شيدت خلف جبالٍ شاهقة تحكي أسرار الزمن، وتُغير الحياة، لتُعيدنا إلى الجذور، وتُطلقنا نحو مستقبل السياحة، تلك السياحة الحالمة المتجددة، التي تكتسب جمالها في إبداعها، وقيمتها في تجددها، وقوتها في معاييرها، وثرائها في إنتاجيتها، وكفاءتها في جودتها، ومكانتها في حجم الأثر الذي تصنعه في ثقافة السائح، والصورة الذهنية التي تؤصلها حول المكان، و لم تعد السياحة اليوم مجرد نشاط ترفيهي إنساني، بل أصبحت صناعة متكاملة تُعرف بـ “الصناعة السياحية”، و في ظل التسارع الحضاري، والضوضاء التي تحيط بالإنسان في مدنه الكبرى، بدأت نفوس الناس تبحث عن ملاذ تستريح فيه من صخب الحياة اليومية، مما أظهر في الأوان الأخيرة نوعية جديدة في ثوب متجدد، يعتمد على الطبيعة، إطارها الهوية، وبوصلتها المستقبل، ومرتكزاتها الاستدامة، والتنوع، وعنوانها البساطة المملوءة بالحس السياحي، والذوق الجمالي، وهذا الثوب الجديد هو السياحة الجبلية التي تعد أحد أنواع السياحة البيئية، و أصبحت في الوقت الحالي محط اهتمام متزايد من قبل السياح من جهة، والهيئات المسؤولة عن تطوير استراتيجيات السياحية من جهة أخرى، كما يُعد هذا القطاع أحد الأعمدة الأساسية التي تدفع عجلة التنمية، والازدهار الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، وذلك بفضل تأثيراته الإيجابية على الدول التي تسعى لتبني نمط سياحي يتجاوز الأساليب التقليدية، و الرغبة في المشاركة في أنشطة طبيعية تتماشى مع نمط الحياة الصحي، والعودة إلى أحضان الطبيعة، والاستمتاع بالعيش البسيط، والابتعاد عن ضغوط العولمة، و ضوضاء الحياة الحديثة، كما تؤهل التركيبة الطبيعية للجزائر لتكون وجهة مثالية للاستثمار في السياحة الجبلية، مما يجعلها مصدراً حيوياً يسهم في التنمية الشاملة للوطن، وفي خطوة طموحة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية، و في إطار السعي لتعزيز التنمية الاقتصادية، والسياحة الجبلية في الجزائر، تبنى رجل الأعمال “الحاج محمد بوفراش” بإنشاء مدينة سياحية متكاملة في ولاية المدية، المدينة التي عاشت العهد الروماني، مرورًا بالعصر العثماني ثم الثورة الجزائرية، و تُعدّ من أهم المناطق التاريخية، والطبيعية في البلاد، هذا المشروع الضخم يهدف إلى جذب السياح المحليين، والدوليين، و الذي يجمع بين الحداثة، والأصالة، مما يقوم مقام رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية، والثقافية في المنطقة، كما تهدف المدينة السياحية إلى استقطاب الزوار عبر توفير بنية تحتية متطورة التي تركز على الجذب السياحي التاريخي، والطبيعي، نظرًا لموقع مدينة المدية الاستراتيجي بين الأطلس التلي، والهضاب العليا، وهي إلى ذلك تظهر الطابع المعماري الجزائري الأصيل، المدمجة مع الحداثة في التصميم، و المهتمة بالسياحة البيئية عبر استغلال الغابات المحيطة بها، مثل غابات الصنوبر والبلوط.
تم تصميم المدينة السياحية للحفاظ على الهوية الجزائرية الأصيلة باستعراض العمارة التقليدية للمنطقة، التي ضمت مختلف مراكز الترفيه، والراحة منها مسابح النساء، والأطفال، والرجال كل على حِدَةٍ، وملاعب الرياضة 45متر على 90 متر من أجل الفريق الوطني لكرة القدم، وخمسون فيلا (vip) للمرضى وأصحاب العمليات الجراحية التي تعدّ ملاذ طبيعي لهم من ضوضاء الحضارة، والمستشفيات، كما أن المدينة السياحية حورية تيڨزيرت تمثل نموذجاً ناجحاً للشراكة بين القطاع الخاص، والعام في تنمية السياحة المستدامة، هذا المشروع الذي يجمع بين الحفاظ على التراث، والانفتاح على الحداثة، و الذي يضع أسس اقتصاد سياحي متين، يعود بالنفع على المنطقة، والبلاد كليًّا.

كما يمكننا القول أن مشروع السيد “الحاج محمد بوفراش” لتنمية الاقتصاد والتراث هو ابتكار سياحي فريد من نوعه في طريق الاستدامة، والمعزز لنمو اقتصاد مدينة مدية، خاصة أن مدينة المدية تمتلك معلم طبيعي بامتياز، و انطلاقًا من تصميمه الذي راعى الطبيعة، والتراث الثقافي المحلي، وهذا هو السر الخفي الذي خلق من المشروع روحا تغييرية، وصورة مشرقة، وعوالم متجددة، وبيئات حيوية تستوعب المشاعر، والأحاسيس، وتتفاعل مع الرغبات، والتوجهات، وتحافظ على تكامل الخدمات، وفق توازنات تجمع بين الأصالة، والتطوير، والحداثة، والمعاصرة، وخيوط اتصال ممتدة تتجاوز السطحيات إلى العمق، والشكليات إلى الجوهر، والمزاجيات إلى الثوابت، وحول المشروع السياحي إلى بيئة حيوية مرنة تّشعر السائح بقربها منه، فيعيش عوالم سياحية متعددة تنمو فيها فرص المنافسة نحو المبادرة، والتغيير، وإضافة اللمسات الجمالية فائقة التأثير في عالم السياحة.
من هنا نؤكد على أهمية المدينة السياحية للسيد “الحاج محمد بوفراش” التي أضافت لحنا جديدا يبوح بالخيال، والاكتشاف، والاحترافية، وصنعت للسياحة الوطنية استحقاقات نجاح قادمة، وشواهد إثبات نوعية ترفع من سقف إنسانية السياحية، واجتماعياتها الحالمة، ومستقبلها الواعد بإبهاره، وفرصه في عالم يزداد ضجيجا وتسارعا لتظل السياحة الجبلية خيارا جذابا لرحلة الذات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى