بمناسبة حديث أحد الإعلاميين، عن حصول طبيب الامتياز على 25 ألف جنيه شهريًا، لا بد من الوقوف أمام الحقائق كما هي، بلا مبالغة ولا تجميل
إن كنتم تبحثون عن سبب يدفع طبيب الامتياز للتفكير في السفر، فابدأوا من راتبه.
إن ضمِنّا له راتبًا كريمًا يصل إلى 25 ألف جنيه شهريًا كما يتحدث البعض، فنحن نؤكد لكم أنه لن يضطر للتفكير في السفر إلى الخارج، ولن يترك بلده طوعًا.
لكن، ما الواقع؟
الواقع أن طبيب الامتياز –وهو من يقضي يومه بين عناء الأقسام وصرخات المرضى– لا يتقاضى إلا مكافأة شهرية لا تتجاوز 2800 جنيه، وقد تنخفض أحيانًا إلى 2600 جنيه فقط.
ما الدليل؟
نصت المادة الثالثة من القانون رقم 18 لسنة 2023 بوضوح على أن:
“تُصرف لطبيب الامتياز مكافأة شهرية بقيمة مقطوعة تبلغ 2800 جنيه، ويجوز زيادتها بقرار من رئيس مجلس الوزراء.”
ورغم صدور القانون رقم ١٥٣ لسنة ۲۰۱۹ بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم ١٥ لسنة ١٩٥٤ الخاص بمزاولة مهنة الطب، والذي نص في المادة (3 مكرر) المضافة على أن: “يُمنح المتدرب خلال مدة التدريب الإجباري مكافأة تدريبية شهرية تعادل ٨٠٪ من إجمالي ما يتقاضاه شاغل وظيفة طبيب مقيم”، وهو ما يعني أن مكافأة طبيب الامتياز ينبغي أن تُقدّر بنحو 5500 جنيه شهريًا، فإن هذا النص لم يُفعّل حتى تاريخه. ولا يزال أطباء الامتياز يتقاضون مبالغ زهيدة تتراوح ما بين 2600 و2800 جنيه شهريًا، دون أي زيادة ملموسة، رغم مطالبات ومخاطبات عديدة لنقابة الأطباء.
لذلك فبدلًا من لوم الأطباء، ليت المطالب تُوجَّه إلى من بيده قرار تعديل هذه المكافأة، فإن حصل الطبيب على ما يستحق، فلن يضطر للرحيل بحثًا عن تقدير، أو عن حياة كريمة.
وللتذكير، طبيب الامتياز في الجامعات الخاصة والأهلية لا يحصل على مكافأة من الأساس، بل يدفع رسومًا نظير تدريبه، بدلًا من أن يتقاضى أجرًا، في مفارقة تدعو للتأمل، لا للتجاهل.
