يعد النوم الكافي والجيد أحد الركائز الأساسية للصحة الجسدية والنفسية، إلا أن كثيرين يغفلون أن اضطرابات النوم ليست مجرد حالة عرضية، بل قد تكون مؤشراً خطيراً على مشاكل صحية كامنة، تستدعي استشارة طبية عاجلة.
ورغم أن صعوبة النوم أحيانًا تعد أمرًا طبيعيًا، فإن استمرار الأرق أو النوم غير المريح لفترات طويلة قد يؤدي إلى تدهور تدريجي في الصحة العامة، وفق ما أفاد تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل”.
عواقب الحرمان المزمن من النوم
حذر التقرير من أن تجاهل مشاكل النوم قد يؤدي إلى نتائج كارثية، تشمل تقلبات مزاجية حادة، اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، وحالات جسدية خطيرة مثل انقطاع النفس النومي.
وتشير هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) إلى أن مشاكل النوم طويلة الأمد قد تؤثر على جودة الحياة اليومية، بدءًا من العلاقات الاجتماعية والمهنية، مروراً بزيادة تناول الطعام، ووصولاً إلى تراجع الأداء الذهني والبدني.
علامات تحذيرية لا يجب تجاهلها
حدد التقرير 6 أعراض رئيسية ترتبط باضطرابات النوم، والتي تستدعي استشارة الطبيب فوراً لتشخيص الحالة والبدء في علاج فعال:
التعب المستمر رغم النوم الكافي
إذا كنت تشعر بالإرهاق الدائم خلال النهار رغم حصولك على ساعات نوم كافية، فقد تكون مصابًا باضطرابات مثل انقطاع النفس النومي أو “الخدار”، ما يمنع جسمك من الحصول على الراحة الحقيقية.
الأرق أو الاستيقاظ المتكرر ليلاً
الصعوبة في الدخول في النوم أو الاستيقاظ المتكرر قد تدل على وجود مشكلات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب، أو حالات مزمنة من الأرق تحتاج إلى تقييم سريري دقيق.
تقلبات المزاج والانفعال الزائد
قلة النوم تؤثر على مراكز تنظيم المشاعر في الدماغ، ما يؤدي إلى توتر نفسي وسرعة في الانفعال، الشعور بالاكتئاب أو القلق قد يكون نتيجة مباشرة لعدم كفاية النوم العميق.
ضعف التركيز وفقدان الذاكرة
الدماغ يحتاج إلى النوم لترسيخ الذكريات وتنشيط الوظائف المعرفية، لكن عند حرمانه من هذه المرحلة الحيوية، يظهر ما يُعرف بـ”ضباب الدماغ”، حيث يتراجع التركيز وتزداد صعوبة التذكر.
تفاقم الأمراض المزمنة
الأشخاص المصابون بأمراض مثل الضغط أو السكري أو أمراض القلب، تزداد معاناتهم عندما تقل جودة النوم، إذ أثبتت الدراسات أن النوم الجيد يساهم في السيطرة على هذه الحالات وتحسين الاستجابة للعلاج.
حوادث ناتجة عن اضطرابات النوم
النعاس المفرط، أو المشي أثناء النوم، أو الشعور بالارتباك عند الاستيقاظ، قد تكون إشارات على اضطرابات أكثر تعقيداً مثل “انقطاع النفس النومي”، والتي قد تُعرّض الشخص للخطر أثناء القيادة أو استخدام الأدوات الحادة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يؤكد التقرير أن التعامل الجاد مع اضطرابات النوم، خاصة عند ظهور أحد الأعراض السابقة، يعد خطوة محورية للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية. وبحسب الخبراء، فإن التشخيص المبكر لمشاكل النوم والتدخل العلاجي المناسب يمكن أن يقي من مضاعفات خطيرة على المدى الطويل، ويعيد للجسم توازنه الطبيعي
