الرياضةالواجهة الرئيسية

التخبط الإداري يدفع الزمالك إلى حافة الهاوية

نادي الزمالك ، أحد أعمدة الكرة المصرية والأفريقية، يمر بواحدة من أكثر فتراته اضطرابًا في تاريخه الحديث. فرغم تاريخه العريق وبطولاته المحلية والقارية، أصبح النادي في السنوات الأخيرة نموذجًا لتأثير الإدارة المتخبطة على مؤسسة رياضية كبرى. فماذا يحدث داخل جدران القلعة البيضاء؟ وما هي أبعاد هذا التخبط الإداري؟ وإلى أين تتجه الأمور؟

 تغيير الإدارات بشكل مستمر

الزمالك شهد في السنوات الأخيرة سلسلة من التغييرات على مستوى الإدارة، سواء بتدخلات قضائية أو قرارات وزارية أو باستقالات. كل إدارة تأتي بفكر مختلف، وقرارات متضاربة، ما تسبب في:

غياب الاستراتيجية طويلة المدى.

تجميد أو إعادة مراجعة مشروعات سابقة.

فقدان الثقة بين اللاعبين والجهاز الفني والإدارة.

النتيجة: حالة من الفوضى التنظيمية، تضع الفريق في موقف متأرجح كل موسم.

 التخبط في التعاقدات والملف الفني

تغير الأجهزة الفنية بصورة متكررة أدى إلى غياب الانسجام الفني والخطط الواضحة.

قرارات خاطئة في سوق الانتقالات (شراء لاعبين دون حاجة فنية حقيقية، أو التفريط في نجوم الفريق).

عدم الاستفادة من قطاع الناشئين رغم امتلاك النادي مواهب حقيقية وهذا أظهر نفسه في الأداء داخل الملعب مما أدى إلى نتائج متذبذبة، عدم وجود شخصية للفريق، واهتزاز في المواقف الصعبة.

 الأزمة المالية وتراكم الديون بسبب القرارات الإدارية العشوائية وغياب الرقابة المالية لذلك تراكمت الديون على النادي لمصلحة لاعبين سابقين، ومدربين، ووكلاء.

صدرت أحكام دولية ضد النادي من فيفا ومحكمة كاس.

تم منع الزمالك أكثر من مرة من القيد، ما أدى إلى ضعف في تدعيم الفريق.

والأخطر أن الإدارة لم تنجح في خلق موارد مالية مستقرة، كالرعاة أو المشاريع الاستثمارية.

 انهيار العلاقة مع الجماهير

الجماهير البيضاء، المعروفة بولائها الكبير، بدأت تشعر بخيبة أمل كبيرة:

احتجاجات متكررة ضد الإدارات.

حملات غضب على وسائل التواصل.

إحساس بالخذلان بسبب تراجع النادي على كل المستويات.

الجمهور هو العمود الفقري لأي نادٍ، وعندما يفقد الثقة، يصعب استعادة الزخم بسهولة.

 تأثير التخبط على الألعاب الأخرى

الزمالك ليس فقط كرة قدم، بل مؤسسة رياضية متكاملة. ومع تدهور الإدارة تراجعت فرق السلة واليد والطائرة.

غابت البطولات القارية والمحلية عن بعضها.

رحل مدربون ولاعبون بسبب نفس المشكلات الإدارية والمالية.

 ماذا بعد؟

إن لم يتم التدخل الحاسم لإنقاذ النادي، فالسيناريو الأسوأ قد يكون:

مزيد من العقوبات الدولية.

فقدان قاعدة اللاعبين الجيدة.

خسارة المنافسة محليًا وقاريًا.

احتمالية الدخول في نفق مظلم ماليًا وتنظيميًا.

الزمالك في مفترق طرق، ويحتاج إلى إدارة مستقرة، شفافة، ذات رؤية، تضع مصلحة النادي فوق أي اعتبارات شخصية أو سياسية. الإنقاذ ما زال ممكنًا، لكن يتطلب تحركًا جادًا، وتكاتفًا من كل أبناء النادي وجماهيره.

طارق الفرماوي

محرر صحفي يختص بتغطية الأخبار المحلية وأخبار نادي الزمالك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى