قال الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية في موسكو، إن اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بدّد الشكوك حول موقف موسكو من طهران، مؤكدًا أن اللقاء جاء في توقيت حساس ليؤكد استمرار الدعم الروسي لإيران في ظل التصعيد العسكري مع إسرائيل.
وأوضح قناة، في تصريحات إعلامية، أن اللقاء فنّد الادعاءات التي تحدثت عن تخلي روسيا عن إيران في الأزمة الحالية، مشيرًا إلى أن ما يجري بين إيران وإسرائيل هو صراع جوي عسكري محدود، دون جبهات قتالية واضحة، وهو ما قد يُسهّل الوصول إلى حلول دون الانزلاق إلى حرب شاملة.
وأشار إلى أن الدعم الروسي لإيران لم يكن وليد اللحظة، بل هو دعم متواصل تجلّى في مواقف موسكو داخل مجلس الأمن، وفي الإدانة الصريحة للهجمات، وكذلك عبر التعاون الثنائي في المجالات العلمية والتقنية قبل اندلاع النزاع الإيراني الإسرائيلي الأخير.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن روسيا لا تتعاطى مع القضايا الدولية بسياسات انفعالية كما تفعل بعض الأطراف الغربية، موضحًا أن موسكو تتبنى نهجًا استراتيجيًا طويل المدى في تحالفاتها، كما أنها تخوض حالياً صراعًا غير مباشر مع الغرب على الساحة الأوكرانية، ما يجعل تدخلها العسكري المباشر غير مرجّح في أي صراع آخر بالمنطقة.
واختتم قناة تصريحه بالتأكيد على أن اللقاء الأخير بين بوتين وعراقجي يعكس رسائل سياسية واضحة بأن موسكو متمسكة بعلاقاتها الاستراتيجية مع طهران، وأنها تسعى إلى التوازن في تعاطيها مع ملفات الشرق الأوسط رغم تعقيداتها المتزايدة.
