الواجهة الرئيسيةمقالات

من الخاسر ومن المنتصر في حرب إسرائيل وإيران !

بقلم / وليد محمد عبد اللطيف

قاضي في بيروت يُقبّل يد القاتل!

عشنا أوقآت خلال الـ 12 يوم هي مدة الحرب بين إسرائيل وإيران والتي كانت سجال بينهما و هي عبارة عن طلعات جوية بين قوة الصواريخ البالستية والمسيرات الإيرانية والطائرات الجوية الاسرائيلية تم خلالها تحديد الضربات والأهداف أحيانا مسبقا بعلم الطرفين وأمريكا معهم توجه هنا وهنا وتنسق هنا وهناك ورأينا كيف أخبرت امريكا ايران بضرب منشأة فوردو قبل وقوع الضربة فقامت ايران باخلاء منشاة فوردو من اليورانيم المخصب قبلها بيومين مما يدل على معرفة ايران المسبقة بالضربة الامريكية وكيف أخبرت إيران امريكا بالرد عليها في قاعدة العديد العسكرية بقطر …

شبّه الرئيس الأمريكي ترامب أمس الأربعاء تأثير قصف قوات بلاده للمواقع النووية الإيرانية بما حصل بعد إلقاء واشنطن للقنبلتين الذريتين في المدينتين اليابانيتين هيروشيما وناغازاكي وهو انتهاء الحرب العالمية الثانية. لقد أنهيا الحرب وهذه (أي تدمير المفاعلات النووية الإيرانية) أنهت الحرب…أشاد رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو بدوره بدور الدولة العبرية في إنهاء البرنامجين النووي والصاروخي الباليستي الإيرانيين مشيدا بـانتصار تاريخي ساحق سيضمن وجود إسرائيل لأجيال قادمة ويؤدي إلى الازدهار والأمن والسلام.أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان فأعلن في رسالة وجهها إلى الشعب الإيراني أول أمس انتهاء الحرب مع إسرائيل بـ نصر عظيم للأمة الإيرانية وذلك بعد المقاومة البطولية لأمتنا العظيمة التي تكتب التاريخ بعزيمتها. حسب بزشكيان فإن العدوّ الإرهابي بدأ الحرب لكن نهايتها كتبت بإرادة شعبنا.جاءت تصريحات ترامب بعد نشر وسائل إعلام تسريبات من تقرير استخباراتي لوزارة الدفاع الأمريكية يناقض مزاعم الرئيس الأمريكي المتكرر بأن الضربة الأمريكية دمّرت البرنامج النووي الإيراني تماما مؤكدة أن ما جرى أدى لإعاقة البرنامج لبضعة أشهر وهو ما عكّر «نشوة النصر» التي كان ترامب يأمل في بثّها خلال اجتماع قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي التي جرت أمس.أعلن ترامب في المؤتمر الصحفي نفسه عن استئناف المباحثات مع طهران خلال الأسبوع المقبل من دون أن يؤكد إمكانية توقيع إيران على اتفاق وهذه التفاصيل من التقرير الاستخباراتي إلى المفاوضات المقبلة، وصولا إلى عدم التأكد من إنجاز اتفاق إشارات لا تحيل إلى «نصر ساحق» ولا إلى نهاية الحرب مع الجمهورية الإسلامية على غرار ما حصل في اليابان بعد محو هيروشيما وناغازاكي ولا حتى لاحتمال حصول اتفاق جديد يحلّ مكان الاتفاق الذي ألغاه هو نفسه عام 2018. عكس مجمل مقالات الصحف العبرية ليوم أمس مناخا مشككا بادعاءات نتنياهو فأشار مقال في “هآرتس” إلى أن نصر نتنياهو «المطلق» في إيران “توقف قبل تصفية النظام”. و”منظومة الصواريخ البالستية ما زالت تهدد إسرائيل” و«قدرتها على المس بالملاحة الدولية في الخليج لم تتآكل».مقال آخر أشار إلى حقيقة فادحة أخرى بقوله إن نتنياهو تبين له أخيرا بأن “النصر المطلق” في غزة الذي كرّر التنبؤ به منذ بداية الحرب “لا يبدو أنه سيتحقق في المستقبل القريب” وأن قتله لعشرات آلاف الغزيين المدنيين بلا أي شفقة لم يساعد في هزيمة «حماس».حديث بزشكيان من جهته عن “نصر عظيم” يبدو مبالغا فيه كثيرا فالأكيد أن أغلب الإيرانيين شعروا بالخسارة الهائلة التي تلقّتها البلاد بفقدانها أكبر قادتها العسكريين وعلمائها النوويين وبالمرارة لاستباحة مجالهم الجويّ وتضرر البنية التحتية الدفاعية عبر تعرّض المطارات والمواقع النووية والصاروخية والمطارات والمرافق للقصف وبتخلّف آلتهم الحربية أمام أعدائهم ومن ثم بالمشاركة الأمريكية المباشرة في الحرب ضدهم وقصف مفاعلاتهم النووية.يجب القول رغم كل ما حصل أن إيران أثبتت قدرتها على خوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل وامتلاكها أدوات للرد وتحوّطها من الهجمات الإسرائيلية والأمريكية لإنهاء برنامجها النووي.
في تصريح كاشف للرئيس الأمريكي أمس قال إن إسرائيل وإيران «منهكتان ومتعبتان» من الحرب مضيفا أنهما “قاتلتا بشدة ووحشية شديدة وعنف بالغ وكان كلاهما راضيا ” عن توقف الحرب ومجيء هذا التصريح من ترامب نفسه الذي شارك إسرائيل في الحرب ضد إيران شديد الدلالة وبعيد عن ادعاءات «النصر» التي رددها الجميع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى