أخبار مصرمنوعات

حكم استخدام المناديل المبلَّلة بالماء فى الوضوء..الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية استفسارًا من إحدى الشركات حول الحكم الشرعي لاستخدام منتج جديد يُعرف باسم “Water Wipes”، وهو عبارة عن مناديل مبللة بالماء النقي، تم تصميمها لاستخدامها في حالات تعذر الوضوء التقليدي، مثل الظروف المزدحمة داخل الحرم المكي أو النبوي، أو أثناء السفر لمسافات طويلة، لا سيما للسيدات اللاتي يواجهن صعوبة في إعادة الوضوء عند انتقاضه.

وبعد فحص عينة من المنتج ودراسة ظروف استخدامه، أكدت دار الإفتاء أن الاكتفاء باستخدام هذه المناديل لا يُعد وضوءًا شرعيًّا صحيحًا، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية تشترط جريان الماء على الأعضاء المغسولة كركن أساسي في صحة الوضوء، وهو ما لا يتحقق بمجرد بلّ الجلد أو المسح عليه، كما هو الحال في استخدام المناديل المبللة.

وأوضحت الدار أن الغَسل، بخلاف المسح، يتطلب سيلان الماء على البشرة وفقًا لما قرره جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، مؤكدة أن المسح لا يُكتفى به إلا في مواضع محددة كمسح الرأس، بينما باقي أعضاء الوضوء لا بد من غسلها بالماء الجاري، وفق النصوص الشرعية المعتمدة.

وشددت دار الإفتاء على أن الإسلام أولى الطهارة والنظافة عناية بالغة، فجعلها شرطًا لصحة الصلاة، مستشهدة بقوله تعالى:

﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]،

وقول النبي ﷺ: «لا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» (متفق عليه)، مما يؤكد ضرورة الالتزام الكامل بشروط الوضوء الشرعي.

واختتمت دار الإفتاء فتواها بالتنويه إلى أن استخدام هذا النوع من المناديل، رغم نُبل الغاية منه وتيسيره على بعض الفئات، لا يُغني عن الوضوء المعتمد شرعًا، داعية إلى توفير أماكن مخصصة للوضوء عند الزحام، واللجوء إلى الرخص الشرعية كالتيمم في حالات الضرورة القصوى، وذلك وفقًا للضوابط الشرعية المقررة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى