مقالات

لا تشترِي من باعك يومًا… حتى لو عاد إليك بالمجّان

بقلم – أشرف محمدين

في زمنٍ اختلطت فيه المشاعر بالمصالح، والقلوب بالحسابات…
قد يمرّ بك من كنت تظنه الأمان، ثم يختفي بلا سبب.
قد تفتح له قلبك وبيتك، وتشاركه تفاصيلك، ثم تجده يومًا يبيعك بلحظة صمت…
لا عتاب، لا تفسير… فقط اختفاء.

والموجع أكثر؟
حين يعود وكأن شيئًا لم يكن.
يطرق بابك مجددًا، بوجهٍ قديم وابتسامة اعتذار مهزوزة،
وكلمات منمّقة عن “الظروف” و”الضغوط” و”الندم”.

فهل تستقبله؟
هل تُعيد فتح الباب، كأنك لم تُكسر ذات يوم؟

الجواب ليس قسوة…
بل هو كرامة.
عزّة نفس لا تُشترى، ولا تُرهن بالذكريات.

لأن من اختار أن يبيعك مرة، قد يكررها ثانية.
ومن استسهل تركك، سيتقن فن العودة كلما ضاقت به الدنيا.

نحن نسامح، نعم…
لكننا لا نأمن مرتين.
نفتح قلوبنا لمن حافظ، لا لمن جرّب الفقد ورجع حين لم يجد بديلًا.

الحب ليس لعبة كراسي،
وليس محطة انتظار حتى يفرغ الآخر من عبثه.

لا تشترِ من باعك، حتى لو عاد بالمجّان…
فأنت لم تكن يومًا مجانيًا،
ولا كانت مشاعرك سلعة على رفّ الندم.

ومهما بدا الحنين جميلًا، لا تنسَ وجع اللحظة التي خذلك فيها.
لا تغضّ الطرف عن تلك الدمعة التي نزلت من عينك ولم يرها.
ولا تنسَ كم مرة انتظرت، وانتظرت… وهو لم يأتِ.

أحيانًا، الغياب يكشف لك قيمة الحضور الحقيقي.
والخذلان يعلمك كيف تحب نفسك أكثر.
وما تظنه خسارة، قد يكون هدية رحيل كانت واجبة من زمان.

🌿 ومع كل هذا… هناك أمل لا يُباع

قد يخذلك البعض، لكن الله لا يخذلك أبدًا.
وقد تفقد ثقتك في شخص، لكن لا تفقد ثقتك في نفسك.

لأن كل مرة تُكسر فيها، تتعلم كيف تغلق الباب جيدًا…
كل مرة يوجعك فيها أحد، تفهم أكثر قيمة الهدوء والسلام الداخلي.
كل تجربة فيها ألم… تخرج منها أنضج، أذكى، أقوى.

والمفاجأة الحقيقية؟
أنك ستجد نفسك في لحظة…
واقفًا على قدميك، مبتسمًا، غير منتظرٍ لعودة أحد.
ستكتشف أنك لست بحاجة سوى إلى أن تكون صادقًا مع نفسك،
وأنك تستحق حبًا كبيرًا… حبًا دون خذلان، دون شروط، دون اختفاء.

وفي يومٍ ما، ستقابل من يعرف قيمتك منذ اللحظة الأولى…
الذي لا يبيعك، ولا يتهرّب، ولا يعود فقط حين تُغلق الأبواب في وجهه.

لأنك لست محطة مؤقتة ريثما يقرر الآخر…
أنت وجهة… أنت وطن.

فامشِ شامخًا… بحبك لنفسك،
وابتسم… لأنك ما زلت تستحق كل الأشياء الجميلة،
ولأن من تركك قد خسر، ومن سيأتي يستحقك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى