الواجهة الرئيسيةفن وثقافة

“طخة بس متعورهوش يا بوي”.. ذكرى رحيل الفنانة نبيلة السيد.. صاحبة الحضور العفوي والملامح المصرية الأصيلة

في مثل هذا اليوم عام 1986 ودعت الساحة الفنية المصرية واحدة من أشهر نجمات الكوميديا الشعبية الفنانة نبيلة السيد، صاحبة الملامح المصرية الأصيلة والحضور العفوي، والتي عرفها الجمهور ببساطتها وإفيهاتها التي تحولت مع مرور الوقت إلى جزء من الذاكرة الساخرة للمصريين، أشهرها إفيه “طخه بس ما تعوروش يا بوي” في فيلم “البحث عن فضيحة ” .

ولدت نبيلة السيد في 7 أغسطس عام 1938 في حارة الشوارب المتفرعة من شارع محمد علي بمدينة القاهرة، وكان والدها يعمل متعهد حفلات، ويملك محلا للآلات الموسيقية، وكانت تعمل معه منذ الصغر كمغنية في حفلات الزفاف، وظهرت لأول مرة على الشاشة وهي طفلة ضمن تلاميذ الأستاذ حمام في فيلم “غزل البنات” أمام الفنان الكبير نجيب الريحاني.

حصلت على أول فرصة مسرحية لها في عرض “30 يوم في السجن”، حيث تألقت في الدور بعد تغيب إحدى الممثلات، مما كشف مبكرا عن موهبتها الفطرية، وانطلقت بعدها في مشوارها الفني من خلال إذاعة برنامج “ساعة لقلبك” في خمسينيات القرن الماضي، ثم تنقلت بين الفرق المسرحية بعد حصولها على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية، وشاركت في العديد من المسلسلات الإذاعية، كان أغلبها من تأليف الكاتب الراحل محمود السعدني.

وفي السبعينيات، انضمت إلى فرقة الفنان أمين الهنيدي المسرحية، وشاركت في مسرحية “العيال كبرت” عام 1979 مجسدة دور الأم، لكنها انسحبت قبل تصوير العرض، لتحل مكانها الفنانة كريمة مختار التي ارتبط الجمهور بها في هذا الدور لاحقا، وخلال تلك الفترة قدمت ثنائيا شهيرا مع الفنان محمد رضا، وشاركت معه فيما يقرب من 30 عملا بين السينما والتليفزيون والمسرح، على رأسها أفلام “عماشة في الأدغال ” و “ممنوع في ليلة الدخلة” و”رضا بوند” و”شياطين إلى الأبد”. 

وكانت الفنانة الراحلة من الفنانات اللاتي تمتلكن حضورا كوميديا تلقائيا وصوتا مميزا طبع في ذاكرة الجمهور، حيث قدمت العديد من الأدوار الهامة، أبرزها دور شقيقة البطلة راقصة الموالد التي أصبحت راقصة درجة أولى في “الراقصة والطبال”، ودور العالمة في فيلم “خلي بالك من زوزو”، ودور الفتاة القبيحة العانس في “البحث عن فضيحة”، والحماة في فيلم “ممنوع في ليلة الدخلة”.

عملت نبيلة السيد مع نخبة من عمالقة الفن، منهم عادل إمام، فؤاد المهندس، وعبد المنعم مدبولي، ورغم أنها لم تحظ بأدوار البطولة المطلقة، إلا أنها تركت بصمة قوية في أدوارها الثانوية المميزة، وشاركت في أكثر من 180 عملا فنيا متنوعا، من أشهرها: “غريب في بيتي”، “الشقة من حق الزوجة”، “ليلة بكى فيها القمر”، و”سواق الأتوبيس”.

كما كان لها حضور واضح في المسرح من خلال مسرحيات مثل : “الفهلوي”، “الدنيا مقلوبة”، و”القصاص”، فضلا عن مشاركاتها الدرامية في العديد من المسلسلات منها: “أهلا بالسكان”، “عيلة الدوغري”، و”أخو البنات”.

وعلى الصعيد الشخصي، تزوجت نبيلة السيد من رجل أعمال وأنجبت منه ابنيها حسام وأميرة، قبل أن تنفصل عنه بسبب خلافات، ثم تزوجت لاحقا من الملحن حسن نشأت، الذي كان يصغرها بـ15 عاما.

وفي تلك المرحلة، أصيبت بمرض السرطان، لكن ذلك لم يثنها عن المشاركة في الأعمال الفنية، على رأسها آخر أفلامها «القطار» الذي عرض بعد وفاتها، ومسلسل «كابتن جودة»، بجانب آخر عروضها المسرحية «ابتسامة وراء القضبان»، والذي شهد تصدر اسمها الأفيش للمرة الأولى في مسيرتها الفنية ، في اعتراف متأخر بموهبتها الكبيرة.

وفي أيامها الأخيرة، رفضت زيارة أي شخص لها باستثناء الفنان صلاح السعدني، الذي كانت تعتبره شقيقها الأصغر، حتى رحلت عن عالمنا في 30 يونيو 1986، عن عمر ناهز 47 عاما، لتسدل الستار على مسيرة فنية قصيرة لكنها مليئة بالبهجة والبصمة التي لا تنسى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى