“التخدير والرعاية الخضراء”.. مؤتمر بطب عين شمس

انطلقت فعاليات المؤتمر العاشر لقسم التخدير والرعاية المركزة بكلية الطب جامعة عين شمس، تحت عنوان: “التخدير والرعاية الخضراء”، وذلك في إطار دعم توجه الدولة المصرية نحو التحول إلى نظم صحية مستدامة، وتقليل البصمة الكربونية للممارسات الطبية، بما يسهم في تعزيز جودة الرعاية الصحية وحماية البيئة.
أقيم المؤتمر تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس، والأستاذ الدكتور علي الأنور عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، وبمشاركة أعضاء هيئة التدريس، ونخبة من المتخصصين في التخدير والرعاية المركزة من مختلف الجامعات المصرية.
وفى كلمته أشاد الأستاذ الدكتور طارق يوسف، المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، بالدور المحوري لقسم التخدير في تطوير الرعاية الصحية، مشيرًا إلى قرب افتتاح “الغرفة المركزية” لربط وحدات الرعاية المركزة رقميًا، ضمن خطة التحول إلى المستشفى الذكي. كما أعلن عن مشروع مشترك بين المستشفيات والقسم، يهدف إلى ربط جميع الأجهزة الطبية وميكنة إدارتها، بما يضمن دقة التوزيع وترشيد التكاليف، في إطار خطة الاستدامة.
وأكد الأستاذ الدكتور شريف فاروق، رئيس المؤتمر ورئيس القسم، أن القسم يشهد طفرة نوعية، حيث تم افتتاح وحدات متخصصة لعمليات القسطرة المخية وجراحات الأوعية الدموية بأكاديمية القلب، فضلًا عن التوسع المرتقب في عدد أسرة الرعايات المركزة، بدعم مباشر من الإدارة العليا.
ومن جانبه، أوضح الأستاذ الدكتور محمد إسماعيل، الرئيس الشرفي للمؤتمر ومستشار العميد لشؤون الرعايات، أن المؤتمر يأتي امتدادًا لرؤية وطنية شاملة تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتؤكد على ضرورة الحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن القطاع الصحي، بما يواكب استراتيجية مصر 2030.
كما تحدث الأستاذ الدكتور أحمد الشاعر، نائب رئيس المؤتمر، عن مفهوم “التخدير الأخضر”، مؤكدًا أنه يمثل تحولًا مهمًا في فلسفة الممارسة الطبية، حيث يسعى إلى تقليل التأثير البيئي للتخدير والرعاية من خلال ترشيد استخدام الأدوية والمعدات، وتفضيل وسائل أكثر أمانًا على البيئة، مثل التخدير الموضعي والتخدير الوريدي الكامل (TIVA) على الغازات عالية التأثير الكربوني.
ثم استعرض الأستاذ الدكتور وليد الطاهر، سكرتير عام المؤتمر، أجندة المؤتمر التي تضم 12 جلسة علمية و4 ورش عمل تطبيقية تركز على التعامل مع أجهزة التنفس الصناعي، وعلاج الألم المزمن، واستخدام الموجات فوق الصوتية على الرئة والتدريب العملي على جهاز “الإيكمو” الخاص بالحالات الحرجة.
وأكدت الأستاذة الدكتورة هديل مجدي، سكرتير المؤتمر، أن هذه الفعاليات تهدف إلى تدريب شباب الأطباء على الممارسات الخضراء وتعزيز الوعي البيئي في مجال
التخدير والرعاية.
كما اعربت الدكتورة داليا أحمد إبراهيم، رئيس اللجنة المنظمة، عن فخرها بتنظيم هذا الحدث الذي يعكس نضج قسم التخدير في عامه السادس والسبعين مؤكدة أن اللون الأخضر الذي سيطر على تفاصيل المؤتمر لم يكن اختيارًا عشوائيا بل رسالة قوية عن التزام القسم بالتحول الأخضر من الحقائب والبروشورات إلى “الكاب الأخضر” الذي أصبح رمزًا للمؤتمر.
لافتة إلى مشاركة 26 شركة داعمة هذا العام مقارنة بـ 15 شركة في النسخة الماضية، ما يعكس تزايد الاهتمام بتقنيات ومنتجات التخدير الصديقة للبيئة.
وفي ختام المؤتمر، صدرت مجموعة من التوصيات التي تؤكد أهمية دمج مفاهيم الاستدامة في الممارسات الطبية اليومية، حيث أوصى المشاركون بضرورة العمل على تقليل الهدر في الموارد الطبية، وعلى وجه الخصوص في استخدام المضادات الحيوية، إلى جانب التحول إلى بدائل صديقة للبيئة في التخدير، مثل استخدام غاز “سيفوفلورين” والتخدير الوريدي الكامل (TIVA) بدلًا من غاز “ديسفلورين” عالي التأثير الكربوني.
كما شملت التوصيات أهمية تبني أنظمة التخدير المغلقة، التي تسهم في تقليل الانبعاثات الغازية داخل غرف العمليات، مع الالتزام بتطبيق أسلوب “التخدير منخفض التدفق” كوسيلة فعّالة لتقليل استهلاك الغازات المخدّرة.
وأوصى المؤتمر كذلك بضرورة تدريب الأطقم الطبية على اتخاذ قرارات واعية بيئيًا عند اختيار نوع التخدير، بما يسهم في خفض البصمة الكربونية للإجراءات الطبية.
وفيما يتعلق بالرعاية المركزة، دعا المؤتمر إلى تقليل الاعتماد على الأدوات أحادية الاستخدام واستبدالها بخيارات أكثر استدامة وقابلة لإعادة الاستخدام، بالإضافة إلى ترشيد استهلاك المياه والمطهرات الكيميائية، وإدخال تقنيات تنظيف وتعقيم صديقة للبيئة ضمن منظومة الرعاية اليومية.
وعلى مستوى السياسات المؤسسية، أوصى المشاركون بإنشاء لجان متخصصة لمتابعة وتقييم مدى تطبيق مفاهيم “الرعاية الخضراء”، والعمل على إعداد دليل إرشادي للرعاية الجراحية المستدامة، إلى جانب تطوير منهج تدريبي مخصص لتعليم الأطباء الجدد المبادئ البيئية للرعاية الصحية الحديثة، بما يضمن ترسيخ ثقافة الاستدامة في الأجيال الطبية القادمة.
حضر المؤتمر أ.د هالة سويد وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ، وأ.د رانيا صلاح وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، أ.د. هشام انور مدير مستشفى التخصصي عين شمس وأ.د. عصام فخرى مدير مستشفى الجراحة ، وأ.د ريم الكباريتي أستاذ التخدير بطب عين شمس ومدير إدارة الخرجين بجامعه عين شمس ، أ.د. داليا أحمد إبراهيم رئيس اللجنه المنظمه وأستاذ التخدير بطب عين شمس ، ولفيف من أعضاء التدريس بقسم التخدير والرعاية المركزية ولفيف من أساتذة التخدير من الجامعات المصرية.