شيكابالا.. “أيقونة الزمالك” التي لا تُنسى

مسيرة أسطورة لم يبدّلها الزمن ولا أغوتها الأموال في كرة القدم، هناك نجوم، وهناك أساطير، وهناك من هم أبعد من ذلك.. من تجاوزوا حدود الموهبة إلى حدود الانتماء والخلود. محمود عبد الرازق ” شيكابالا ” ليس فقط أحد أفضل من لمس الكرة في مصر، بل هو قصة حب لا تنتهي بين لاعب ونادٍ اسمه الزمالك.
البداية.. من شوارع أسوان إلى حلم ميت عقبة
وُلد شيكابالا في أسوان في 5 مارس 1986، وسط بيئة بسيطة لكنها غنية بالمشاعر والانتماء. ومنذ نعومة أظافره، لفت الأنظار بموهبته الاستثنائية. انتقل إلى القاهرة ليلتحق بقطاع الناشئين في الزمالك، حيث سرعان ما أصبح موهبة يُراهن عليها الكبار.
ولكن، كما هو حال الزمالك دائمًا، لم تخلُ البدايات من العقبات. اضطر شيكابالا في سن 17 عامًا فقط إلى مغادرة مصر بعد خلافات داخلية في النادي، ليتجه إلى أوروبا عبر بوابة باوك سالونيكا اليوناني، ويبدأ أولى تجاربه الاحترافية.
العودة الأولى.. الساحر ينثر سحره في ميت عقبة
في 2006، عاد الفتى الأسمر إلى الزمالك، ليجد نفسه في فريق مُثقل بالأزمات الإدارية والمالية. لكن موهبته لم تكن في حاجة إلى بيئة مثالية كي تتألق. في أول مواسمه مع الفريق الأول، خطف الأنظار بلمساته السحرية وأهدافه المذهلة.
ولعل أبرز لحظات تلك الفترة، هدفه الخرافي في شباك الأهلي في القمة عام 2007، حينما راوغ وسدد كقائد وموهبة نادرة. هذا الهدف لم يكن مجرد كرة في الشباك، بل كان إعلانًا بعودة الأمل للزمالك.
بين المجد والدموع.. رحلة الصعود والصراع
رغم موهبته اللافتة، عانى شيكابالا كثيرًا داخل الزمالك. تبدلت الإدارات، غاب الاستقرار، وتعاقب على الفريق عشرات المدربين. لكنه كان دومًا ثابتًا في حبه للفانلة البيضاء. وبين عامي 2006 و2014، أصبح نجم الفريق الأول بلا منازع.
حصد كأس مصر عام 2013، وأسهم بقوة في التتويج بلقب الدوري موسم 2014 – بعد 11 عامًا من الغياب. لكنه دخل في دوامة مشاكل مع مجلس الإدارة، لتنتهي فترته الأولى مع الزمالك، بعد أن أصبح أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في تاريخ النادي.
محطات احترافية غير مستقرة
بعد خروجه من الزمالك، انتقل شيكابالا إلى سبورتينغ لشبونة، لكنه لم يُشارك سوى دقائق معدودة، ثم انتقل معارًا إلى عدة أندية عربية منها الإسماعيلي، الرائد، وأبولاون القبرصي، ولكن الحقيقة أن قلبه لم يترك الزمالك يومًا.
لم يشعر شيكابالا بالراحة في أي تجربة خارج أسوار ميت عقبة. لقد خُلق ليكون زملكاويًا، ولعبه في أندية أخرى كان دائمًا مرحلة مؤقتة قبل العودة إلى البيت.
العودة الثانية.. القائد الحقيقي يعود إلى العرين
في 2019، عاد شيكابالا رسميًا إلى الزمالك ليبدأ المرحلة الأهم في تاريخه، لا كلاعب فقط، بل كقائد يُنقذ الفريق من الضياع، ويزرع الروح والانتماء من جديد.
أصبح كابتن الفريق، وعاد أقوى وأكثر نضجًا. أسهم بقوة في التتويج بكأس الكونفدرالية 2019، وقدم مباريات عظيمة في السوبر الأفريقي أمام الترجي في قطر، كما قاد الزمالك للفوز التاريخي على الأهلي في السوبر المصري 2020.
قائمة البطولات مع الزمالك:
الدوري المصري:
2002/2003 – 2014/2015 – 2020/2021
كأس مصر:
2012/2013 – 2015/2016 – 2017/2018 ـ 2018/2019 – 2020/2021
كأس السوبر المصري:
2016 – 2020
كأس الكونفدرالية الأفريقية:
2019
كأس السوبر الأفريقي:
2020
الوجه الآخر: المشاكل والضغوط
رغم حبه الكبير للزمالك، لم تخلُ مسيرة شيكابالا من الجدل. فقد دخل في عدة أزمات مع إدارات النادي، وتمت معاقبته أكثر من مرة من اتحاد الكرة بسبب احتفالاته أو ردود أفعاله. كما كان هدفًا متكررًا للعنصرية والهجوم من بعض الجماهير المنافسة، خاصة بعد مباريات القمة.
لكن، في كل مرة كان ينهض، ويعود أقوى.. لأن هناك شيئًا ما بداخله لا ينكسر: اسمه الزمالك.
العلاقة بالمدرجات.. عشق متبادل لا يموت
شيكابالا ليس مجرد نجم جماهيري، بل هو رمز لجمهور الزمالك. مشجعو الفريق الأبيض يرون فيه “الابن البار” الذي لم يهرب، ولم يبع، ولم يتاجر بالقميص.
وفي زمن أصبحت فيه كرة القدم صناعة ومصالح، ظل شيكابالا يمثل آخر حراس “الرومانسية الكروية”، رافعًا شعار: “الزمالك أولًا، وأخيرًا”.