مقالات

كلام رياضي جدا – دروس الهلال

بقلم د. طارق الأدور

رغم خسارة الهلال السعودي أمام نادي فلومنينزي البرازيلي في دور الثمانية لبطولة كأس العالم للأندية في أمريكا إلا أن الفريق السعودي العربي الوحيد الذي اكمل مسيرته في المونديال حتى الثمانية الكبار، خسر أمام الفريق البرازيلي خسارة صعبة للغاية وبفارق هدف واحد 1-2 بعد أن كان الفريق الأفضل في الكثير من أوقات المباراة.
والحقيقة أن فريق الهلال ظهر بالفعل كفريق عالمي في كل شيء من حيث التنظيم في الملعب دفاعا وهجوما وتنظيم خطوطه وتقاربها والتغطية الدفاعية بطريقة 3-4-3 التي تحول لها فجأة فريق الهلال بعد إصابة قلب دفاعه حسان التمبكتي لتحول إلى الدفاع بثلاثة لاعبين في العمق بوجود المتألق السنغالي كاليدو كوليبالي إلى جوار البرازيلي رينان لودي الذي تحول من ظهير ايسر على قلب الدفاع وكذلك عودة روبين نيفيش من إرتكاز الوسط إلى عمق الدفاع وهي الطريقة التي تحول لها في مباراة مانشستر سيتي لإيقاف الهجوم الجارف للفريق ونجحت في إيقاف الطوفان الهجومي للسيتي ومن بعده فريق فلومنينزي في الكثير من أوقات المباراة.
كما كان الصربي ملينكوفيتش سافيتش صمام الأمان في الوسط والقائد الأول للهجمات مع الثلاثى الأمامي، في وقت كان فيه دور محمد كنو دفاعي بحت في مركز 6.
وإستطاع المدير الفني الإيطالي سيموني إنزاجي بالرغم من توليه للمهمة قبل كأس العالم مباشرة أن يحدث الخلطة السحرية عن طريق إستغلال سرعة الثلاثي مالكوم وماركوس ليوناردو وناصر الدوسري في الخط الأمامي في نقل الهجمة من الثلث الدفاعي للهجومي بأقل عدد من التمريرات.
وما أضافه إنزاجي هو القدرات الخاصة في إستغلال الكرات العرضية الثابتة وبخاصة الضربات الركنية عن طريق اللاعب صاحب أفضل ضربات رأس في البطولة كاليدو كوليبالي والذي كان طوال المباراة مرعبا لدفاع الفريق البرازيلي وكان صاحب أسيست هدف الهلال في المباراة بضربة رأس بديعة لـ ليوناردو في مطلع الشوط الثاني.
ولكني أعتقد ان هناك عدة أسباب لخسارة الهلال من خلال مستوى الأداء في دور الثمانية أمام فلومنيننزي أهمها تراجع المستوى البدني بشكل ملحوظ بعد المباراة العملاقة التي اداها الفريق أمام السيتي وإستطاع ان يخطف الفوز من أفضل نجوم العالم.
فقد وضح جليا تراجع المستوى البدني لأكثر من لاعب وفي مقدمتهم مالكوم وليوناردو وسافيتش ولودي وكانسيلو وكلهم من أعمدة الفريق.
النقطة الثانية أن إنزاجي كرر الدفع بروبين نيفيش في قلب الدفاع وكان ذلك مطلوبا أمام السيتي ولكنه لم يكن مطلوبا أمام فلومنينزي وكان الأحرى إعادته لخط الوسط كرمانة ميزان لضبط إيقاع الفريق.
النقطة الثالثة هي الخطاء المتكررة لدفاع الهلال والتي تسببت في الهدفين ..الهدف الأول لمارتنللي والهدف الثاني بتوقيع هيراكليس.
رابع النقاط ان الهلال أهدر الكثير من الفرص السهلة امام المرمى وكان يمكن لهذه الفرص لو تم تسجيلها أن تقلب سير المباراة.
بقي أن نشيد بالدورالرائع الذي قام به ياسين بونو بإنقاذ أكثر من 20 فرصة محققة للتهديف بإنقاذات رائعة جعلت الفيفا يصنه له تمثالا مجسما لأحد التصديات النادرة
المهم أن الهلال ظهر فعليا بمستوى عالمي يستحق الثناء لفريق خرج من الموسم بلا القاب وخسر الدوري السعودي ثم الكاس وبعدها دوري أبطال آسيا ولكنه تحول إلى فريق عملاق اصبح يضارع كل الفرق العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى